رئيس التحرير
عصام كامل

أنساك ده كلام.. رحلة بليغ حمدي ووردة الجزائرية من الحب للفراق (صور)

فيتو

وردة وبليغ.. قصة حب أقوى من الزمان، وقعا في غرام بعضهما البعض، وعاشا سنوات قلبيهما متعلقين، وبالرغم من أن العلاقة الزوجية بينهما لم تكتمل إلا أن الود لم ينقطع، وبالرغم من أن الحياة فرقتهما، إلا أن القلوب ظلت تحمل حبًا، خاصة بليغ الذي لم ينسَ وردة حتى بعد الفراق، وفى ذكرى وفاته نقدم قصة حب بليغ ووردة:




جميل المغازي يكشف أسرارا جديدة حول علاقة بليغ حمدي ووردة (فيديو)

تخونوه.. البداية
كانت أغنية "تخونوه" التي لحنها بليغ للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هي حلقة الوصل بين بليغ ووردة، فبعدما شاهدت فيلم الوسادة الخالية في فرنسا حيث كانت تقيم مع أسرتها واستمعت إلى أغنية "تخونوه"، أعجبت وردة بملحن هذه الأغنية دون أن تراه، وقطعت الجزائرية الجميلة عهدًا إلى نفسها أن تقابله حينما تسنح لها الظروف، وبالفعل حينما جاءت إلى مصر كانت سعيدة لأنها ستلتقي ملحن هذه الأغنية، أما بليغ فقد اهتز وجدانه حينما رأى وردة لأول مرة حينما كان يحفظها أغنية "يا نخلتين في العلالي" من فيلم ألمظ وعبده الحامولى، ومع مرور الوقت تطورت علاقة الثنائي، ومع مرور الزمان أصبحت هي بوصلته في الفن، فقد كان يسألها عن رأيها في بعض أغنياته، وأقنعها بأن تكون واحدة من نجوم ونجمات الفن.



زواج مرفوض
سجل بليغ لوردة أغنية "أحبك فوق ما تتصور"، وتوطدت علاقتهما أكثر فأكثر، فتعددت اللقاءات، إلى أن وصل الأمر للتحدث عن الزواج، وبالفعل قابل بليغ أسرتها التي جاءت إلى مصر، ولكن الأسرة المحافظة تعترض على ارتباط ابنتهم من رجل يعمل في الوسط الفني، فيغادر بليغ وخيبة الأمل تتملكه، وبالرغم من الرفض إلا أن علاقتهما لم تنته، واستمرت اللقاءات وتواصلت بعيدًا عن أنظار الأسرة المحافظة، ولكن الأسرة مع الوقت تيقنت أن الابنة متعلقة بهذا الملحن المرفوض من قبل، فسافروا بوردة إلى الجزائر عام 1962، ودفعوها للزواج من ضابط جزائري، أما هو فانغمس في ألحانه لكى ينسى الحبيبة.


محاولات النسيان
حاول بليغ نسيان وردة بالزواج من فتاة تُدعى آمال، ولكن الزيجة لم تدم طويلًا، فبعد أشهر قليلة انفصلا، وانتشرت روايات عدة حول ارتباطه بسامية جمال، وابنة محمد عبد الوهاب، وبالرغم من الفشل العاطفي إلا أنه كان مستمرًا ومتواصلًا في نجاحاته الفنية، وانغمس أكثر في الفن وشارك في أغانى النكسة.


لقاء جديد
بعد سنوات سافر عدد من الفنانين المصريين إلى حفل في الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال وكان على رأسهم بليغ حمدى، وقابلتهم وردة في الفندق، وحينما جاءت أغنية العيون السود على وجدانه، وكانت وردة آنذاك لا تزال متزوجة، ولم يمر عام ونصف إلا وكانت وردة في مصر مع طفليها وكان بليغ أول من يستقبلها في المطار، وقدمت بعد ذلك حفل عودتها وغنت فيه "العيون السود" التي تجسد قصة حب بليغ ووردة.



زواج وانفصال
بعد فترة تزوج الثنائي واستمرت الزيجة 6 سنوات، وكان زواجا فنيا أيضًا حيث غنت وردة أجمل الأغنيات من ألحان بليغ مثل اشترونى، وحكايتي مع الزمان، ولكن بليغ فنان جامح كاره للقيود، فتسبب هذا الأمر في شقاقات وعدم راحة لوردة التي حاولت تحمل طابع فنان كاره للاستقرار، ومع الغيرة كانت النهاية مع اتفاق بضرورة وجود إجازة للتخفيف من ضيق وردة، ولكن لم يعودا، وانفصلا، ولم تنجح أي محاولات للصلح بين الثنائى حتى أن وردة لم تكن تجيب على مكالمات بليغ، واستمر الثنائي كل في حياته، وانغمس بليغ في حياة السهر بعدما أصيب باكتئاب، فكان يفتح منزله للاحتفالات حتى الفجر، ولكن وقع حادث انتحار فنانة مغربية تُدعى سميرة مليان من شرفته، وتغيرت حياته بسبب تهمة الشروع في الدعارة، فسافر إلى باريس قبل صدور حكم من محكمة الاستئناف ضده بالحبس سنة مع الشغل، وقضى بليغ عدة سنوات في باريس، ولكن قلبه حن إلى المحروسة، فعاد بالفعل وحصل على البراءة.


وردة في القلب
في نهاية حياته أصيب بليغ بمرض في الكبد، وسافر للعلاج في باريس، ولكن وردة كانت لا تزال في قلبه، واختتم حياته معها بأغنية "بودعك" التي ألقاها على مسامعها على الهاتف، ولبت طلبه وغنت الأغنية بالفعل، وفى 12 سبتمبر 1993، رحل بليغ عن عالمنا عن عُمر ناهز 62 عامًا، رحل ولكن ظلت وردة في قلبه، أما هي فقد أصيبت بإكتئاب بعد وفاته وظلت تتحدث عنه بعد الرحيل.

الجريدة الرسمية