رئيس التحرير
عصام كامل

حزن عميق.. أردوغان يغرس أنيابه في جسد أصدقائه ويبعدهم عن بلاطه

الرئيس التركى، رجب
الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان

تعرض حزب الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد، إلى ضربتين قويتين خلال الأيام القليلة الماضية.

الضربة الأولى، تمثلت في استقالة على باباجان، نائب رئيس الوزراء، وزير الماليّة الأسبق، الذي يوصف بأنه العقل الرئيسي الذي وقف خلف الطّفرة الاقتصادية التي حققها "العدالة والتنمية" وساهمت في ارتفاع شعبية الحزب وبزوغ نجم أردوغان السياسي، واستمرار الحزب في الحكم لأكثر من 16 عامًا.


الضربة الثانية، استقالة أحمد داوود أوغلو، رئيس الحزب، ورئيس الوزراء الأسبق، وصاحب نظرية “صفر مشكلات” مع دول الجوار، ومهندس "العثمانية الجديدة".

وفي خطوة استباقية لاحتمالات فصله، أعلن رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية السابق، أحمد داود أوغلو، استقالته من الحزب الحاكم في البلاد.

وخلال مؤتمر صحفي، الجمعة، جاء إعلان داود أوغلو بعد أيام من صدور قرار داخل الحزب بإحالته إلى لجنة تأديب مصحوبًا بطلب فصله.

وحسب وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية، أرجع رئيس الوزراء التركي السابق قراره إلى ما رآه من "تغيرات في أولويات وخطابات وسياسات إدارة حزب العدالة والتنمية"، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


وأوضح داود أوغلو أن "الحزب ابتعد عن قيمه وخطاباته وسياساته، وأولوياته قد تغيرت"، مُشيرًا إلى أنه لم يلق "آذانا صاغية حينما قدم لإدارة الحزب مقترحات بناءة بشأن ما يوجد فيه من خلل وأخطاء".

وقال داود أوغلو إنه شعر بـ"حزن عميق" عندما علم بإحالته إلى لجنة تأديب وطلب فصله من الحزب، مُعتبرًا أنه لا يستند إلى "حجج ملموسة".

ويبدو أن داود أوغلو سيكون جزءً من كيان سياسي جديد في تركيا، فعلى هامش حديثه قال إنه من باب المسئولية التاريخية فإنه يتعين "السير في طريق إنشاء حركة سياسية جديدة"، يمكن لجميع التيارات الالتفاف حول فكرها المشترك من أجل مستقبل البلاد.

ووفق وكالة أنباء الأناضول، أعلن 6 أعضاء بالعدالة والتنمية استقالتهم أيضا بعدما أحالهم الحزب مع داود أوغلو إلى لجنة التأديب وطلب فصلهم.

أظهر استطلاع رأي حول الحزب السياسي الذي سيصوت له الأتراك في حال عقد انتخابات برلمانية هذا الأسبوع، انخفاض نسبة المصوتين لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وبحسب استطلاع رأي أجرت شركة (ORC) للأبحاث، حصد حزب العدالة والتنمية الحاكم أصوات 30.6 في المائة من المشاركين، بينما حصد حزب الشعب الجمهوري المعارض أصوات 26.5 في المائة.

وحول الأحزاب الجديدة التي سيشكلها سياسيون منشقون عن الحزب الحاكم، وينتظر الإعلان الفترة المقبلة، بلغت نسبة من سيصوتون لصالح الحزب المنتظر أن سيشكله وزير الاقتصاد الأسبق المستقيل من العدالة والتنمية على باباجان نحو 11.6 في المائة، في حين بلغت نسبة من سيصوتون للحزب المنتظر أن يشكبه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو المحل للتحقيق تمهيدا لفصله من الحزب نحو 8.5 في المائة.

وأوضح 30.6 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيصوتون لحزب العدالة والتنمية، في حين أعلن 26.5 في المائة أنهم سيصوتون لحزب الشعب الجمهوري، بينما أكد 14.2 في المائة اعتزامهم على دعم حزب الحركة القومية، و8.1 في المائة سيؤيدون حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
ضربة جديدة لـ«العدالة والتنمية».. استقالة داوود أوغلو بسبب خلافه مع أردوغان
ويرجح مراقبون تفكك تركيا سياسيا وخسارة أردوغان لجميع أعوانه، بسبب حالة الخنق السياسي التي يمارسها والتضييق على الإعلام والتعويل على شركاء جدد لا يضمن ولائهم بعدما تخلى عن أصدقاء الأمس بهدف الانفراد بالسلطة وضمانة عدم مراجعته في أي قرارات داخلية أو خارجية تضمن سياسية المشاركة لا المغالبة.

الجريدة الرسمية