رئيس التحرير
عصام كامل

عروس البحر الأبيض بلا شواطئ.. الفقراء ومحدودي الدخل لا عزاء لهم بعد الأسعار السياحية.. مسجل خطر يسيطر على أرض مواجهة لسيدي بشر.. الهانوفيل والعجمي ملاهٍ ليلية لليبيين واستراحات لأقارب نزلاء طره

فيتو
18 حجم الخط

يبدو أن الفقراء لم يعد لهم نصيب أيضًا فى شواطئ الإسكندرية المجانية "شواطئ الفقراء والغلابة"، التى كانت المتنفس الوحيد لأبناء المدينة الساحلية والمصيفين المتوافدين عليها من جميع أرجاء مصر، لا سيما أن المحافظ السابق، عادل لبيب، كانت له قرارات صارمة تجاه تأجير الشواطئ، وكان دائمًا ما يكرر فى مؤتمراته ولقاءاته جملته المشهورة "شواطئ الإسكندرية ملك لأهلها".
"لبيب" وقف بالمرصاد تجاه المناقصات المشبوهة التى كانت تقام لتأجير الشواطئ، وفجأة تحولت شواطىء الإسكندرية المجانية، التى كان يبلغ عددها 12 شاطئا إلى أخرى "مميزة" الدخول إليها مستحيل بالنسبة لسكان العشوائيات، والأماكن الفقيرة بالإسكندرية، بعد أن جرى تأجيرها جميعًا خلال فترة الصيف من قبل المحافظة بمبالغ خيالية، تصل إلى مليون و400 ألف جنيه، ما جعل المستغل "المؤجر" يرفع ثمن خدمات الشاطئ، فوصل إيجار الشمسية إلى 10 جنيهات، مقابل 2 جنيه سابقًا، والكرسى 5 جنيهات، بعد أن كان أيضًا بـجنيهين فقط.. والترابيزة 5 جنيهات، أى تكلفة دخول الفرد الواحد للشاطئ 28 جنيها، أما شواطئ الطبقة العليا أو الهاى كلاس فتبدأ من عايدة وفينيسيا بالمنتزه، وتنتهى بشاطئ سان ستيفانو الخاص برواد الفندق الشهير، وهذه شواطئ "محظور دخول الجماهير العادية إليها" حيث إن سعر الكارنيه العائلى لشاطئ المنتزه بلغ سعره هذا العام 350 جنيها، والفردى 150 جنيها، هذا بخلاف كارنيهات عايدة، وفينيسيا التى تصل إلى مبالغ كبيرة جدًا على المواطن العادى.
الباعة الجائلون أيضًا لم يسلموا من ارتفاع الرسوم، فبعد أن كانوا يدفعون 3 آلاف جنيه طوال الموسم، أصبحوا يدفعون من 13 إلى 30 ألف جنيه، حسب المنتج الذى يبيعونه، فبائع الفريسكة مثلًا الذى يحمل رخصة "بائع سريح" يدفع 13 ألف جنيه، أما إذا كان لا يملك تلك الرخصة، فإن المبلغ يرتفع إلى 20 ألف جنيه، ما اضطر الكثيرين منهم إلى افتراش الطريق العام خارج الشاطئ، ومخالفة القانون وإشغال الطريق، هربًا من دفع تلك الرسوم الباهظة. 
الجديد هذا الموسم هو انتزاع أحد المسجلين لقطعة أرض مطلة على شاطئ سيدى بشر، كان المحافظ الأسبق خصصها للمنفعة العامة، بعد ثبوت عدم ملكية هذا المسجل لها، ولكنه لم يبالِ وأنشأ مطعمًا للأسماك داخل الحديقة، على الرغم من عدم امتلاكه أوراقًا رسمية تثبت ملكيته لها، فى غياب واضح لجهاز حماية أملاك الدولة.
الأمر لا يختلف كثيرًا فى منطقة قايتباى ببحرى، حيث تحول مدخل القلعة التاريخية، إلى ساحة للباعة الجائلين يفترشون كل مكان، ويشوهون المظهر الجمالى للقلعة، أما شاطئ خالد بن الوليد الشهير بميامى، تحول إلى جراج للسيارات، وسيطرت عصابات البلطجية على شاطئ أبو هيف بـسيدى بشر بالأسلحة البيضاء التى يروعون بها المارة بين الحين والآخر.
لم يتبق للإسكندرية وأهلها إلا شاطئ برديس بأبو قير، التابع لوزارة الإنتاج الحربى، وربما هذا السبب الذى أنقذه من براثن البيع أو التأجير، ما جعله الشاطئ الوحيد المتبقى للفقراء، لا سيما أن تذكرة دخوله لا تتجاوز الجنيه الواحد، إلا أنه شاطئ صغير جدًا لا يسع إلا لمئات الأشخاص فقط. 
ومن شرق الإسكندرية إلى غربها حيث العجمى والهانوفيل، التى عادت إليها الملاهى الليلية، فى أزهى عصورها، بعد توافد عدد من أبناء الجالية الليبية إلى مصر، هربًا من الحرب الأهلية هناك، ليستقروا فى ملاهى العجمى، وفى الساحل الشمالى ومارينا أكد لنا شاهد عيان أن إصلاحات وترميمات تجرى على قدم وساق بشاليهات رموز النظام الفاسد السابقين بمارينا 5، ومارينا 7، ولا أحد يعلم من الذى يجرى هذه الإصلاحات، لا سيما أن أصحابها نزلاء فى سجن طرة، مصدر داخل مارينا أكد لنا أن تلك الشاليهات يسكنها الآن أقارب وأصهار هؤلاء الرموز، أتوا لقضاء فصل الصيف فى غياب أقاربهم، فيما أكد شاهد عيان آخر أن هناك تجهيزات داخل مارينا، لاستقبال ابن شخصية هاربة، عليه حكم بالسجن سبع سنوات، وسيقيم حفل صاخب فور وصوله.
هذا وقد غاب عن المشهد المستشار محمد عطا عباس، محافظ الإسكندرية، الذى يغادر مكتبه فى تمام الثانية ظهرًا من كل يوم نظرًا لحكم السن.
الجريدة الرسمية