رئيس التحرير
عصام كامل

الطابور الخامس (الأخيرة)


يتم التوجيه من العاصمة المجهولة إلى تأسيس عدد إضافي من منظمات حقوق الإنسان، مع خفض نفقات المنظمات القديمة لإحداث ارتباك في المشهد الحقوقي، يدفع المنظمات القديمة إلى الانصياع بتقديم كل ما يطلب منها بعد أن تعدى عدد من القائمين عليها على الأموال والتصرف فيها بغير رقيب.


وتبدأ التوجيهات بالحصول على تقارير تخص الاحتقان الطائفي والاجتماعي والظواهر المستجدة على المجتمع المصري التي ستتنافس على التورط فيها، وتقديمها المنظمات والجمعيات القديمة مع الجديدة والتي ستتلقفها شبكة الفضائيات التي تأسست ومعها عدد من الصحف الخاصة، التي بدأت العمل في حين يكون أبرز كتابها من الشخصيات العامة التي تم صناعتها في فضائية بيروت، ومعهم الأدباء الذين منحتهم المنظمة المجهولة من خلف الستار جوائز دولية، ليصبحوا رموزا في المجتمع يتم توجيههم نفسيا وبنصب شباك الشهرة والمال ضد السلطة. 

لتبدأ عملية إسقاط البلاد في الفوضى مدعومة إعلاميا وصحفيا وشعبيا من خلال الهيمنة المنظمة على شبكات التواصل الاجتماعي، التي بدأت بالفعل بالقدرة على الحشد الجماهيري في الشارع، في حين تتكفل الأفلام الهابطة في ضرب مناعة المجتمع المصري في مقتل، من خلال ضرب قيمه وأخلاقياته وإعداد المجتمع المصري لسلوكيات العنف واحتقار قيمه التاريخية، والتخلي عنها وتبني قيم مختلفة تماما لم يكن يعرفها المصريون والترويج لها!

تجتمع هذه الشبكة الشيطانية مع الجماعة الإرهابية ليتم الاتفاق على الاهتمام بأخبارها ونشاطاتها والدفاع عن كوادرها، والتصدي لأي محاولات أمنية لوقف أنشطتها، في حين يتم الاتفاق على التغطية الإعلامية الكبيرة لما يسمى بالاحتجاجات الفئوية التي يتم دفع كوادر وأعضاء الجماعة للقيام بها، في حين تقوم كل الخطوط السابقة بالتخديم على فكرة إسقاط النظام، التي تلقى قبولا عند قطاعات كبيرة من المصريين. 

في حين تستمر كل مهام المجموعات السابقة في العمل حتى بعد سقوط النظام، ليتضح بعد خسائر فادحة للمصريين منها تشتيتهم إلى طوائف وتيارات متناحرة، لا يلتقون على هدف واحد، خلاف ما كانوا طوال 7 آلاف عام، وأن الهدف لم يكن إسقاط النظام إنما إسقاط الدولة المصرية!
ولم يزل الهدف مستمرا.. وسيظل مستمرا !!
الجريدة الرسمية