رئيس التحرير
عصام كامل

فخ "الجماعة"الدائم!


لو كنت في حفلة أو في حفل زفاف وهناك شرير يريد إفساد فرحة المدعويين هنا وهناك، بالحفلة أو بالحفل.. وإفساد شعور أصحاب الحفلة أو الحفل بتفاعل الناس معهم، فقام بتسريب إشاعة يتداولها الحضور، أو توزيع أوراق تشغلهم طول الوقت، وهم يقرأونها ويتناقشون في مضمونها.. أو حتى كان أكثر شرا وخبثا ووزع هدايا لإلهاء الناس.. واستغرق ذلك الوقت كله، رغم رفض الأغلبية الكاسحة من الموجودين ما قرأوه في الأوراق التي وزعت، بل ورفضهم أيضا للهدايا التي قدمت وتركوها في نهاية الأمر على مقاعدهم.. 


واكتملت الحفلة أو اكتمل الزفاف دون أن يشعر من على المسرح أن أحد يشاركهم ليلتهم بإحساس أنه لا أحد يشعر بهم، بل صوت همهمات يملأ القاعة وانفصال تام بالفعل بينهم وبين الموجودين، بعد أن تم إشغالهم بعيدا عن الموضوع الأصلي، وعادوا لبيوتهم ولا حديث لا عن الحفلة ولا الحفل بل عما جري في القاعة! 

رغم أن الحفل قد اكتمل لنهايته، هنا السؤال: هل نجح الشرير؟ أم فشل؟

بالطبع الإجابة معروفة.. استطاع الشرير سحب إلى أرضيته.. إذا وافقوا على ما في الأوراق أو قبلوا الهدايا فرحوا وانسجموا مع ما يحدث ونسوا ما جاءوا من أجله وذهبت عقولهم بعيدا، وإذا رفضوها ثاروا وهاجوا وغضبوا وانشغلوا في الرد على ما في أوراق أو في تفسير سبب رفضهم للهدايا! 

وفي الحالتين نجح الخبثاء إذ إن هدفهم ليس إقناع أحد بما جاء في الأوراق، ولا حتى قبولهم للهدايا، وإنما كان الهدف المحدد إبعاد هؤلاء.. عن أولئك وإفساد الليلة!

السؤال: ماذا لو تكرر ذلك كل مرة؟! أن يستطيع الشرير أن يحدد هدفه، ويقرر فعله ويتصرف فعلا، وفي كل مرة يحقق ما جاء من أجله؟ وفي كل مرة يقع كل المدعوين في الفخ؟ هل الأمر عندئذ منطقيا أم نحتاج لمواجهة ما يجري بطرق جديدة ؟!

نحتاج بالطبع لرؤي جديدة.. لكن علينا أولا الوعي بأهداف الشرير.. والوعي بأهمية السلوك الجماعي.. لأن الشرير يتصرف بعقل واحد وإرادة واحدة، ونحن نواجهه بعقول كل المدعوين وإرادات عديدة!
الجريدة الرسمية