رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون والحكومة و"سيف الدين"!


في مقال الأحد هنا على ذات المساحة بموقع "فيتو" الكبير المحترم كتبنا بعنوان "سيف الدين يصرخ.. أنقذوني"، عن قصة الطفل "سيف الدين" ابن ال 8 سنوات الذي يعاني اعوجاجا بالعمود الفقري يكبر مع الأيام، ضاغطا على منطقة القلب فضلا عن النخاع، فضلا عن الحركة التي توقفت تماما..


وقلنا إن الأسرة غير قادرة على العلاج، خصوصا مع معاناة الأب نفسه فهو غير القادر على العمل ولا على الحركة.. وقلنا إن أغلب المستشفيات التي ذهبوا إليها رفضت مساعدته أو استقباله، ولكن الحل في عملية كبيرة لا تحتملها قدرات الأسرة..

أمس الإثنين وبدعم مباشر من المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء "هاني يونس" وبإدارة كاملة لمنظومة الشكاوى التابعة لمجلس الوزراء، وبخلية عمل نشطة جدا انتهت بأن جاءنا الرد التالي ننشره حرفيا:
" السلام عليكم
تم التواصل مع أم الطفل "سيف سامح" ٣سنوات، والذي يعانى من ضمور بالعمود الفقرى وعدم وجود خلايا شوكية بالعمود الفقرى، ويحتاج تدخلا جراحيا، وتتم المتابعة مع طبيب خاص والذي أفاد بإجراء الجراحة بتكلفة ٦٥ ألف جنيه بمستشفى ناريمان بالإسكندرية، نظرا لارتفاع ثمن المستلزمات الطبية الخاصة بالجراحة.

وعليه تم عرض الحالة على أ. د عميد كلية الطب جامعة الإسكندرية، والذي أفاد باستقبال الطفل يوم ٩/٣ للعرض على لجنة متخصصة لتقييم الحالة والعمل على توفير المستلزمات الطبية، وعليه تم التواصل مع الدكتور مدير فرع التأمين الصحى بالإسكندرية وتم إعلامه عن التنسيق الذي سوف يحتاجه الطفل من مستلزمات طبية وتكلفة مالية، وأفاد سيادته بتحمل جميع النفقات المالية الخاصة بالجراحة على نفقة التأمين الصحى.

وتم إعلام الدكتور عميد كلية الطب بذلك، والذي أفاد أيضًا بتحمل جزء من تكاليف الجراحة على نفقة الجامعة. وتم إعلام والدة الطفل بالمواعيد المحددة يوم ٩/٣"!

"هاني يونس" -مع حفظ الألقاب- يصر على أن الدكتور "طارق الرفاعي" مسئول المنظومة هو الذي أدار الأزمة كما يدير كل هموم الناس، والدكتور طارق الرفاعي إذا سألته سيتكلم عن جهد شباب محترم يعمل بالمنظومة بكفاءة وضمير كبيرين وليس جهده هو!

وتستمر دائرة إنكار الذات ليكون الأجر من عند الله هو الأبقي والأهم للجميع، وهذا لا يتعارض مع تقديم وافر الشكر لهم جميعا..

نتذكر الآن ما جرى عقب نشر المقال.. تقدم الكثيرون في تعليقاتهم بالدعاء بالشفاء للطفل الجميل "سيف الدين".. لكن غيرهم تقدموا خطوة وفضلا عن الدعاء تصدوا لنشر المقال على صفحاتهم سعيا منهم وبوعي كبير لإبلاغ المسئولين أو فاعلي الخير.. وصناعة رأي عام متضامن مع الطفل وأسرته..

وهناك من فعل أكثر من ذلك إذ قامت إحدي السيدات الفضليات مشكورة ومن تلقاء نفسها بإبلاغ المسئولين بمحافظة البحيرة بحماس لا مثيل له، ونشهد باهتمامهم وإن كان تحرك منظومة مجلس الوزراء أسرع بكثير جدا!

وبخلاف من يسألون بوسائل مختلفة حتى اللحظة عن آخر أخبار "سيف" هناك أيضا من عرضوا التبرع من أموالهم لإنقاذه.. ولكن شاء الله أن يتعالج "سيف" من أموال بلده وبإشراف حكومته.. بينما يؤكد المشهد كله منذ نشر المقال وحتى الآن أن شعبنا -تنفيذيين وغيرهم- بخير.. يظهر معدنه الحقيقي في مثل هذه المواقف.. ينتفض في الحق ويتضامن مع من يستحق!
كل الدعوات بالشفاء العاجل لـ"سيف" وأن تتم عمليته بنجاح.
والحمد لله والشكر للجميع..
الجريدة الرسمية