رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: نتحاور نتفاهم.. لكن لا نتحزب ولا نتعصب

منتصر عمران
منتصر عمران

اعلم، ثبَّت الله قلبك على صحيح الإسلام وسليم النقل من كلام خير الأنام، أنَّ الإسلام لا يمرض ولا يموت.. ولكن يمر بفترات تمحيص لأهله وأتباعه في كل عصر ومصر.. ينجو فيها أهل الصدق.. ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة. 

واعلم أيضا أن هناك دعاة على كل طريق، وإن ظن دعاة كل طريق أنهم من الإسلام مقتبسون.. ولكن مع مرور الزمن يجعل كل فريق له لواء ومنهجًا يدعو إليه أفراده، بل يجعلون من هذه الراية والمنهج معتقدًا عليه يعادون، ومن أجله يقاتلون كل من خالف منهجهم وطريقتهم.. بل يسقطون أوصاف المحن والابتلاء التي يمر بها أتباع الإسلام على أنها خاصة بجماعتهم.. وإذا تعرضوا لابتلاءات بسبب خطأ منهجهم ذهبوا يوهمون أنفسهم بأنه هكذا الإسلام يمر به أيامٌ عجاف.. القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر!! 

يخاطبون أنفسهم ويسمعون صدى صراخهم متدثرين بعباءة الدين.. أيها الأتباع لا يحزنكم الواقع.. ولا تؤلمكم المناظر.. هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله، ودليل خيرٍ وقر في قلوبكم... فإياكم لا تنحروها بسكين الانتكاسة عن طريق الجماعة!!

ويستمرون في نداءاتهم لأتباعهم؛ يا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين.. ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين.. أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك {إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة} كن غريبًا.. وطوبى للغرباء!

اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الجماعة لا يضر أحدًا سِواك! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين!

للأسف جعلوا من شريعة السماء كأنها منهج جماعتهم وحدهم.. مخاطبين عناصرهم أن يسيروا على درب جماعتهم، غير آبهين بأسماء المتخاذلين.. تسقط أسماء وتعلو أسماء {وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.

هكذا زعموا أنهم للدين حفظوا!
الجريدة الرسمية