رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: أين المعارضة الواعية؟!

منتصر عمران
منتصر عمران



مما تأكد لديَّ، وحسب النظم السياسية الدولية، أن المعارضة في أي دولة ذات إرادة مستقلة هي جزء من النظام القائم، وتلعب دورا محوريا وفعالا في الحياة السياسية للدولة، علاوة على أنها بمثابة العمود الفقري للديمقراطية الحقيقية.

وللأحزاب السياسية أدوار متعددة منها أنها تعتبر مدارس للشعوب من حيث تربية وتثقيف المواطنين سياسيا والعمل على الارتقاء بمداركهم السياسية.. فالمعارضة الواعية ضرورية لتحقيق رقابة شعبية وهي السبيل للحيلولة دون طغيان الحكومة واستبدادها.. كما أن لها مساهمة جادة في تكوين رأي مستنير.. ووجود المعارضة يؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة مما يؤدي إلى الاستقرار في الحياة السياسية داخل الدولة، بعيدا عن الفوضى والاضطرابات العشوائية.. كما أن المعارضة هي همزة الوصل بين الحاكم والمحكوم..

هكذا يكون الوضع داخل الدول عندما تكون هناك معارضة واعية في وجود حكومة فتية ووطنية.

كان لا بد لي من هذه المقدمة للحديث عمن يزعم في نفسه أنه معارض ويريد الوصول إلى ممارسة السلطة أو حتى المشاركة فيها بالطرق السلمية، وفي نفس الوقت يتواصل بعيدا عن الطرق الصحيحة للمعارضة الوطنية، ونراه يضع يده في يد أعضاء مجالس نيابية لدول أخرى.
فالمعارض الحق هو من يقوم لتأسيس وعي لدى أفراد الشعب بعيدا على الدغدغة على مشاعر المواطنين أو حتى المتاجرة بمصاعب ومشكلات شعبه.
ويجب عليه النضال والدعوة إلى إرساء الديمقراطية ونشر الحرية من خلال الطرق الرسمية حتى لا يصبح معول هدم في أيدي أعداء وطنه دون أن يدري ويفقد تعاطف الشعب معه.

وللأسف يزعم من يستقوي بالخارج أنه يمثل الشعب وينشد له الديمقراطية والحرية ويريد أن يكون لوبي لوطنه في الخارج ونسي أو تناسى أن اللوبي يعمل لصالح الوطن الذي يمثله حاليا هو النظام وليس شخصه أو المعارضة الملتحفة بلحاف أمريكا أو غيرها.. كما أنه لا يدري أنه بمثل هذه الأفعال يفقد من رصيده الشعبي لأن الشعب يرفض دائما التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية.

وسيظل مثل هذه الجولات إلى البيت الأبيض أو حتى البيت الأسود عارا يلاحق كل من يقوم بها..
وكل ذلك لا يمثل المعارضة الواعية التي تريد حياة ديمقراطية سليمة أو تنشد حرية مسئولة للشعوب.. لأن مثل هذه المعارضة تفتقد هي نفسها إلى الديمقراطية داخل جدران أحزابها، كما أن قادتها يستبدون برئاستها ولا يمارسون انتقال للسلطة بين كوادرها إلا على أساس الثقة والمحسوبية والمصالح الذاتية؛ لذا أؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فمن باب أولى أن تقيم المعارضة أولا الديمقراطية الحقيقية داخل أحزابها ثم بعد ذلك........

وأين هي حمرة الخجل؟!!
الجريدة الرسمية