رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"فتوة" الساحل الشمالي!


مصر كلها تقريبا تريد أن تعرف هو "ابن مين في مصر" بعد أن تحول الموضوع إلى "قضية رأي عام" وهو يستحق.. القصة لمن لا يعرف -كما نشر من شهود الواقعة ثم من التحريات الأولية التي نشرتها بعض الصحف- أن مواطنا مصريا كان يستعد للخروج بسيارته من احدي الجراجات التابع لإحدى المدن الساحلية الشهيرة، التي من المفترض أن يرتادها مستويات نالت قسطا من التعليم..


وفجأة وجد من يستعجله لكي يحل محله ويأخذ مكانه بطريقة يبدو أنها كانت عصبية.. الرجل الذي يغادر المكان قال وفق الشهود فيما معناه: "بهدوء شوية.. المكان زحمة وأنا ماشي اهو"، إلا أن القادم بقوته وعضلاته من الخلف انفعل وغادر سيارته إلى حيث صاحب السيارة الأولى، وأنزله من السيارة واعتدى عليه بقسوة أمام أطفاله، ولم يرحم بكاؤهم ولا صراخهم ولا استغاثتهم بالمارة..

حتى أن أحد الأطفال محاولا السير خلف والده للدفاع عنه تبول لا إراديا بكل أسى! وحتى ذلك لم يكن كافيا ليتوقف البيه الفتوة بل قال صيحته الشهيرة التي هي منحطة بطبيعة الحال: "لو عرفت انا ابن مين في مصر هتعمل زي ابنك"!

الواقعة لو صحت.. سنكون أمام منعطف في الاستقواء بالمال والنفوذ بلغ حد القرف.. من بطل الواقعة ومن آخرين مثله.. ومن تغابي لم يفهم بسببه طبيعة ما جرى من تغيرات لا تضع أحدا في مصر الآن فوق القانون.. لكن ورغم هذا القرف تأتي المؤشرات الأخرى الإيجابية التي تقول إنه ما زال الخير هناك -فإحدى السيدات صورت سيارة المعتدي ورقمها واندفع المصريون الشرفاء الغاضبين مما جرى ينشرون الصور في كل مكان ومنهم إلى الجهات المختصة التي نشرت الصحف أمس أنها تبحث عن السيارة!

على كل حال.. ينتفض الناس -وهذا حقهم- في المقام الأول ثأرا للأطفال الأبرياء الذين أصابهم ما لن ينسوه أبدا.. وكذلك ينتفضون للحصول على حق مواطن مصري أهينت كرامته والأخطر أنها أهينت أمام أسرته والألم فيها بآلام الزمن كله.. وينتفض المصريون من أجل تثبيت دعائم دولة القانون التي بدونها لن تقوم لشعبنا قائمة.. وينتفضون -ونحن معهم- من أجل معرفة حقيقة القصة نفيا أو تأكيدا.. وحتى معرفة ابن من ذلك الفتوة ولنعرف اسم الرجل الذي لم يحسن في كافة الأحوال.. تربيته!
Advertisements
الجريدة الرسمية