قصر ثقافة الطفل بقنا «من بره هالله هالله.. ومن جوه مأساة» (صور)

لا يزال أطفال الصعيد، يعيشون حياة بائسة، تخلو من أي رفاهية، وجوه عابثة ارتسمت قسوة الشمس الحارقة على ملامحهم، وبدوا أكبر من سنهم الحقيقي، ورغم ذلك تجدهم يحلمون ويجتهدون في كافة المجالات.

فرحة هؤلاء الأطفال كانت لا توصف عندما علموا بإقامة قصر ثقافة الطفل، خرجوا مهللين يوم الافتتاح سوف يصافحون كبار مسئولي الدولة، المكان لا يوصف والزهور تكسوه، وأجهزة الكمبيوتر تعمل بشكل مبدع، والإنترنت بسرعة فائقة، وأجهزة التكييف تعمل بكفاءة عالية، وما هي إلا أشهر وتحول الحلم إلى كابوس، وكل شيء أصبح سرابا.

قبو الطفل
البداية كانت بأعطال في أجهزة التكييف التي علمت "فيتو" من مصادرها بأنها لم تتغير منذ عشرين عامًا على الرغم أنه من ضمن التطوير، كما طالت الأعطال الكثير من أعمال القصر الذي افتتحه وفد وزارة الثقافة بحضور رئيس الهيئة ووزيرة الثقافة، في 14 مارس من العام الجاري.

قال صفوت محمود، أحد أبناء مدينة قنا، وولي أمر طفل: "درجة الحرارة في المكتبة لا تطاق وعندما طلبنا من الإدارة تشغيل المكيفات اكتشفنا أنها عاطلة، إضافة إلى تعطل المصاعد علما بأنه يوجد أطفال معاقون، ويحتاجون إلى استخدام المصاعد، وللأسف يضطر البعض منهم إلى حمل أطفالهم على الأكتاف".

وأضاف يحيى صابر، أحد أولياء الأمور: "الصعيد معروف بدرجة حرارته العالية، ووضع قصر ثقافة الطفل في بدورم القصر وكما يطلق عليه قبو الطفل أن جاز التعبير، والكارثة الأكبر أن القصر يخلو من أماكن للصرف، ووجدنا مسئولي القصر يقومون بالنظافة قدر المستطاع ولكنهم لا يستطيعون سكب مياه لعدم وجود مصارف لطرد المياه غير النظيفة".

انتشار البعوض
وعن الكارثة الأكبر والأهم التي يعاني من الأطفال وذويهم، نجد انتشار البعوض والهاموش وغيره من الحشرات المنتشرة بالقصر، والتي تصيب الأطفال بكثير من الإيذاء.

وأكد يحيى صالح، ولي أمر، أن هذا الأمر يتسبب في مشكلات كبيرة للأطفال وخاصة ذوي الحساسية، الذين يعانون من ضعف القدرة على تحمل مثل هذه الحشرات التي تسبب لهم بقع حمراء، وتصيب بعضهم بانتفاخات متعددة بالوجه وأماكن متفرقة يطالها البعوض وغيره من الحشرات.

زيارة مفاجئة
وعلمت "فيتو" من مصادر مطلعة، بأن رئيس الهيئة، ومن قبلها محافظ قنا زارا بشكل مفاجئ قصر ثقافة الطفل وأحال مدير القصر إلى التحقيق عدم نظافة للنظافة، وكانت المفاجأة الأكبر عندما زار رئيس الهيئة في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا، ولم يجد موظفين، الذين حضروا بعد استدعائهم، وأكدوا أنهم في مثل هذا التوقيت يتم تبديل الفترات لتبدأ الفترة المسائية في الرابعة عصرا نظرًا للطبيعة المعروفة للصعيد.

أورام قنا يعلن استقبال حالات الأطفال المصابين بـ"السرطان"

وأوضحت المصادر أن رئيس الهيئة طالب موظفي القصر بما فيهم الطفل بتقديم استقالتهم، لعدم قدرتهم على العمل، وهم ينتظرون مصيرهم حاليًا عقب تهديد رئيس الهيئة لهم الذي وجد أن المواعيد الرسمية هي المقررة من قبل الدولة وليس حسب أهواء أحد.