رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار: هدفنا تخفيض عدد الأميين إلى الصفر الافتراضي

فيتو

 

  • قريبًا بروتوكول ضخم لمحو الأمية التكنولوجية وفصول لمحو الأمية بكل مسجد ومعهد أزهري
  • طرح مبادرة 100 مليون بالتعاون مع الرئاسة
  • تطبيق على الموبايل والتاب للتواصل مع الأميين قريبًا
  • إطلاق أول منهج متخصص لمحو أمية ذوي الإعاقة الذهنية
  • إصدار تشريع يلزم الأفراد بمحو أميتهم


تعتبر الأمية من أخطر التحديات التي تواجه مصر وتعاني منها خلال السنوات الماضية، وذلك على الرغم من التطور التكنولوجي الهائل الذي أصبح فيه العالم الآن، الأمية أصبحت آفة كبيرة تقف عائقًا أمام تحقيق طموحات الدولة في التطوير والنهوض وتحقيق التقدم في التنمية وزيادة معدلات الإنتاج.


وكشف الدكتور عاشور عمري، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية في حوار لـ«فيتو»، آخر الإحصائيات التي صدرت حول نسبة الأمية في مصر على مستوى الجمهورية، وعن أبرز التحديات التي تواجه الهيئة وإلى نص الحوار:


* نريد أن نتعرف على الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار ودورها؟
تم إنشاء الهيئة بالقانون رقم 8 لسنة 1991 بقرار من رئيس الجمهورية، في شأن محو الأمية وتعليم الكبار انطلاقا من حق كل مصرى في التعليم وأن يبقى متعلمًا وذلك لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهدفها الأسمى هو تخفيض عدد الأميين في مصر إلى الصفر الافتراضي، لذلك تقوم الهيئة ببذل مجهود ضخم، مع كل فئات المجتمع سواء كان كبار السن فوق الـ 40 عاما أو الأقل من 15 عاما وهي تمثل فئة الأسوياء.


وقد توليت رئاسة مهام رئاسة تعليم الكبار في مايو 2018 وحتى الآن أي ما يقرب من سنة ونصف، وقمنا في بداية الأمر بدراسة الوضع الراهن بالهيئة وتحديد المشكلات الحقيقية التي تواجهنا وتعوق العمل بها وكذلك نقاط القوة والضعف، ونظرة المجتمع التي لا نتمناها.

* إذا ما خطة الهيئة خلال الفترة القادمة؟ 
قمنا بوضع خطة بمساعدة الجهات الرقابية وبإشراف وزارة التربية والتعليم لتحسين المسار وتغيير طريقة العمل ليكون هناك سيستم وآليات عمل واضحة بها شفافية ومصداقية لكي نضمن تعاون المجتمع معنا، ومواصلة التعليم بعد محو الأمية، بحيث من يحصل على شهادة محو الأمية تتيح له فرص الالتحاق بفصول تنشيطية تكميلية مؤهلة للالتحاق بالمرحلة الإعدادية.

* لماذا تم الجمع بين محو الأمية وتعليم الكبار؟
الهدف الأساسي لنا ليس هو محو الأمية فقط ولكن محو الأمية هي حلقة من حلقات عمل الهيئة العامة لتعليم الكبار وتوجه من توجهاتها ولكن ليس كل عملها، فهو نشاط تقوم به الهيئة، والنتيجة الأسمى التي نسعى لها هو ما بعد محو الأمية، لذلك نحرص على تعليم كل شيء وليس محو الأمية الهجائية فقط.


فنحن لا نقف إلى حد محو الأمية الهجائية فقط بل نحرص أن نصل بالمتعلم إلى ما بعد ذلك من خلال استكمال مسيرة المتعلم بالالتحاق بفصول تنشيطية تكميلية إلى المرحلة الثانوية والجامعية، فيوجد الكثير من البرامج الحياتية التي يتم دمجها لتعليم الخريج حرفة ومهنة يستطيع من خلالها أن يندمج مع سوق العمل وتحسين دخله، وذلك من خلال التعاقد مع الجهات الشريكة والداعمة من رجال الأعمال من خلال خطة تنموية شاملة وفقا لرؤية مصر 2030 لكي نكون قادرين على بناء حقيقي للإنسان.


وخلال الأيام القليلة القادمة سيتم عقد بروتوكول ضخم حول محو الأمية التكنولوجية والمهارات الحياتية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك لتقديم نموذج متطور من مفهوم محو الأمية خاصة بعد تداخل التكنولوجيا بشكل كبير في المهارات الحياتية والاعتماد عليها. 

* ما الجهات الشريكة التي عقدت معها الهيئة بروتوكولات وما الهدف منها؟
عقدنا أكثر من 70 بروتوكول تعاون مع الجامعات والوزارات الحكومية والهيئات والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني والمنظمات، فعلى سبيل المثال القوات المسلحة ووزارة الدفاع والتي تقوم بدور غير عادي وذلك من خلال محو أمية المجندين فلا يوجد مجند أمي يلتحق بالجيش ويخرج وهو أمي حيث تفتح لهم فصول داخل المعسكرات بالتعاون مع الهيئة وتجرى لهم الامتحانات ويحصلون على الشهادات ويتم تخريج عشرات الآلاف سنويًا.

كما لدينا مشاركة مع وزارة التضامن الاجتماعي في مبادرة حياة كريمة وتكافل وكرامة وعدد من منظمات المجتمع الوطني والجمعيات الأهلية مثل اليونسكو، وقمنا بتوقيع بروتوكول مع أكثر من 16 جامعة مصرية، وعقد بروتوكول تعاون مع وزارة الأوقاف برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وتم الاتفاق على عقد فصول لمحو الأمية داخل كل مسجد، وذلك حتى لا تنحصر الأمية على الأمية الهجائية فقط وإنما أمية الوعي الديني أيضًا والصحي والثقافة العامة، متابعًا، وكذلك وزارة الشباب والرياضة من خلال فتح فصل بكل مركز شباب.


كما أنه نحن الآن بصدد فتح فصل بكل معهد أزهري بالتعاون مع مشيخة الأزهر، فنحن نعمل دائما على التنسيق والتعاون مع كل الجهات، ونوعد المجتمع بأن تتغير الصورة تماما وتحسين الصورة الذهنية.
ونحن بصدد طرح مبادرة بالتعاون مع رئاسة الجمهورية تحت عنوان 100 مليون متعلم أو مجتمع متعلم يشارك بها كل قطاعات لحدوث نقلة نوعية في محو الأمية في مصر.

* ما مدى مواكبة الهيئة للتطوير التكنولوجي من أجل تطوير المناهج؟
التكنولوجيا أصبحت واقعا نعيشه الآن، لذلك نحرص على الاستفادة من تلك التكنولوجيا لمواكبة العالم، ونحن بصدد توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم واليونسكو والشبكة العربية لمحو الأمية، لتحويل المناهج من مناهج ورقية إلى مناهج إلكترونية وقد تم بالفعل تجربتها على 4 محافظات وقد حققت نجاحًا كبير حتى الآن، وجار تعميمه على جميع الفصول بالمحافظات.


وسيكون هناك تطبيق على الموبايل أو التاب يمكن من خلاله التفاعل مع الأميين والتواصل معهم ونتمنى أن يحقق ذلك نجاحا كبيرا للمساهمة في التحاق العديد والمزيد من الأميين.

* هل هناك خطة من الهيئة لمحو أمية ذوي الاحتياجات الخاصة؟
نعم.. فنحن نعمل على إعداد برنامج لمحو أمية ذوى القدرات الخاصة، وهو يُعد الأول من نوعه في مصر، حيث تم إعداد مناهج مخصصة لمحو أمية الصم والبكم والمكفوفين وذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، وذلك من خلال دعم والتعاقد مع بعض الهيئات الحكومية لإعداد المناهج المتخصصة مثل جامعة عين شمس وعدد من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والروتاري.


ونحن في انتظار خروج هذه المناهج للنور لتكون أول مناهج معتمدة لذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكًدًا، أن ذوي القدرات الخاصة لهم حق كبير على المجتمع، وتم تدريب وإعداد المتخصصين على مناهج الأسوياء ومن ثم تعليم ذوي القدرات الخاصة، وذلك في إطار مبادرة محو أمية ذوي القدرات الخاصة وتوجه الدولة نحو خطة التنمية المستدامة 2030.


فقد تم تخصيص عدد من الفصول لذوي القدرات الخاصة والتي تم العمل بها بالفعل في محافظة الجيزة وذلك بالتعاون مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وفي محافظة المنيا تم تخريج عدد من المكفوفين بطريقة برايل وتم تسليم الشهادات لهم بالفعل، وقريبا سيتم إطلاق أول منهج متخصص لمحو أمية ذوي الإعاقة الذهنية.

* في رأيك متى نرى قانونا إلزاميا يلزم الأفراد بمحو أميتهم؟
لابد أن يوجد قانون إلزامي؛ لأن التعليم هو حق إلزامي للجميع وفقا لما ينص عليه القانون والدستور لذلك نأمل بأن يكون هناك قانون إلزامي لتعليم الأميين؛ لأن ذلك سوف يعود بالنفع على الشخص نفسه، وفي حال إذا أفرط الشخص في حقه في التعليم يتم تطبيق القانون عليه. 

* إذا هل هناك إجراءات اتخذتها الهيئة لتحقيق ذلك؟
بالفعل بدأنا في ذلك من خلال وضع مشروع متكامل لتحقيق ذلك، فقد قمنا بعدد من الإجراءات لبدء تعديل القوانين والتشريعات لتغيير قانون إنشاء الهيئة وذلك من خلال التواصل مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والتربية والتعليم، وعلى القريب العاجل سوف يصدر تشريع يخص محو الأمية.

 

* متى يمكن أن نعلن مصر خالية من الأمية؟
عندما تكون هناك رغبة حقيقة من الأميين في التعلم، ووجود إلزام للجهات الشريكة بتحقيق دورها، ووجود إلزام للدارس بالتعلم، وكذلك عندما يتم غلق عملية التسرب من التعليم، فإذا نجحنا في تحقيق ذلك سوف تعلن مصر خالية من الأمية؛ وذلك لأن الهيئة لا يمكن أن تحقق هذا الهدف بمفردها، لأنه في الأساس هدف مجتمعي.

* وفقًا لآخر إحصائية خريطة الأمية في مصر وإحصائياتها الرسمية؟
يوجد 18 مليون أمي في مصر، وتعتبر الإناث أكثر الفئات التي يوجد بها أمية وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تحكمهن، ووفقًا لآخر إحصائية تم إعدادها في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر فقد وصلت نسبة الأمية على مستوى الجمهورية إلى 25.7%، لتكون الإناث الأكثر في تلك الفئة بنسبة 30.7%.

* كيف تتصدى الهيئة العامة لتعليم الكبار لمزوري الشهادات؟ 
بدأنا في التعاون مع المخابرات المصرية في طباعة الشهادات حتى لا يتم تزويرها؛ وذلك بسبب وجود الكثير من القضايا حول تزوير شهادات الهيئة لاستخدامها في التعيين والتثبيت، وبدأنا في اتخاذ إجراءات قوية وصارمة جدًا لجعل شهادة محو الأمية شهادة حقيقية ولا يمكن تزويرها ويمكن اكتشافها بسهولة.

* كم عدد العاملين بالهيئة ؟ وهل ذلك العدد كافٍ؟
يوجد 8 آلاف و500 عامل بالهيئة من ضمنهم 5 آلاف و300 معلم تم تعينهم خلال الـ3 سنوات الماضية، ويوجد 3 آلاف موظف إداري بجميع المحافظات وهو عدد زهيد جدًا، ونأمل أن يتم مضاعفة ذلك العدد لكي نستطيع أن نعمل بصورة أفضل.

* ما أكثر المحافظات في ارتفاع نسب الأمية؟
محافظة المنيا هي من أكثر المحافظات التي يوجد بها نسبة أمية فيوجد بها ما يقرب من 41% من نسبة الأمية وهي نسبة مخيفة.

* كم تبلغ الميزانية المخصصة للهيئة؟ وفي رأيك هل هي كافية؟
وصلت الميزانية إلى أقل من نصف مليار جنيه، ونحتاج إلى زيادتها ودعمها، ونأمل بأن تكون هناك زيادة ومضاعفة في الميزانية خلال السنوات القادمة لمضاعفة النتائج.

* دور الجامعات والوزارات؟
الجامعات المصرية تمتلك قوى بشرية ومادية وإمكانات هائلة، فهناك تجارب ونماذج بعدد من الجامعات استطاعت القضاء على الأمية، لذلك حرصنا بأن يكون هناك تواصل بيننا وبين جميع الجامعات المصرية، وقمنا بالفعل بتوقيع بروتوكولات تعاون مع ما يزيد على 16 منها وجار التواصل مع باقي الجامعات المصرية على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال وضع خطة للجامعات الحكومية والخاصة لمحو الأمية بالمحافظة في نطاق كل جامعة.


فالجامعات استطاعت خلال الفترة القصيرة الماضية في محو أمية عشرات الآلاف من الأميين خلال عام واحد، وحصرنا على تشجيع وتحفيز الطلاب على الاستمرار في ذلك فقمنا بتقديم دعم معنوي ومادي لطلاب الجامعة خلال قطاع تنمية البيئة وخدمة المجتمع بالجامعات.


ونحن نحرص على تقديم حافز مادي قوي للشباب من خلال تعاقد مع الهيئة في العمل بفصول محو الأمية، حيث يتم تقديم مبلغ 350 جنيها على كل دارس ناجح للطلاب المشاركة.
 

الجريدة الرسمية