رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

والحرب "الناعمة" مستمرة أيضا!


مؤلفات وإصدارات مصرية قديمة وشهيرة ذات قيمة تاريخية كبيرة جدا، ومصنفة مكتبيا تم رفع غلافها الأصلي، وازالة أسماء مؤلفيها، وتم وضع أغلفة جديدة بأسماء مؤلفين غير مصريين لا علاقة لهم بالكتب ولا بموضوعاتها، ولا باللغة العربية أصلا، بل لا علاقة لهم بما جري ووضع أسمائهم تم بغير معرفتهم بالأمر!


هل تصدق -عزيزي القارئ- أن ذلك يمكن أن يحدث من أي دار نشر محترمة؟ أو حتى دار نشر غير محترمة؟ خبراتنا بدور النشر غير المحترمة لا تتجاوز المشكلات المادية، وسوء عرض الإصدارات أو جودة طباعتها .. إلا أن ما قلناه حدث بالفعل وفجرت الفضيحة بتفاصيلها العزيزة "قصواء الخلالي" الإعلامية اللامعة ببرنامجها على قناة "تن" "المساء مع قصواء"!

"قصواء".. قدمت للرأي العام ولمختلف الأجهزة، ولكل من يعنيه الأمر القضية بتفاصيلها بكافة الإصدارات التي طالتها يد العبث والتزييف بأسماء مؤلفيها الأصليين، وشكل الغلاف الأصلي، مع تلخيص لموضوع كل كتاب وقيمته ودوره في مجاله، بجهد خرافي بذلته لإثبات الواقعة، والتي تلتها ردود أفعال لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور..

يبدو الأمر عند الكثيرين على حدود الأزمات التي تحدث باستمرار بين دور النشر والمؤلفين، ورغم أن ملامح ما جري تقول إن الأمر أكبر من ذلك، فلم يتوقف الفعل عند كتاب واحد أو حتى مجموعة كتب.. إنما طال عددا كبيرا من الإصدارات المهمة للغاية ونسبت كلها لمؤلفين فرنسيين!

ومع ذلك يبدو الموضوع لنا وبشكل أو بآخر أكبر من ذلك بكثير.. ويرتبط -قصد الناشر المتهم بذلك أو لم يقصد- بالحرب على الهوية التي تجري منذ عقود ضد شعبنا وكافة الشعوب العربية.. من موجات ثقافية تضرب مجتمعاتنا من نوعية المأكل إلى شكل الملبس.. ومنها إلى التراث التاريخي المستهدف في بلادنا، من آثار العراق التي دمرها الاحتلال الأمريكي و"داعش" من بعده، إلى الآثار السورية أيضا في "تدمر" التاريخية وغيرها إلى متحف التحرير لو نتذكر جميعا إلى كل ما هو تاريخي حطمه الإرهابيون في ليبيا!

معركة كبيرة تجري لفك ارتباط شعوبنا بنفسها وبتاريخها أما "خلعها" من جغرافيتها وأرضها فهي الأكثر وضوحا وتجري منذ عشرات السنين!

الموضوع مهم.. يفتح ملف المؤامرة في بعدها الناعم، وعليه عشرات الأدلة الأخري التي تحتاج إلى أكثر من مقال.. إلا أن ذلك يؤكد أن محطات مهمة يتوقف عندها المشاهد لمحتواها الذي تقدمه.. وأن إعلامنا ليس كله كما يقال.. وأن به مساحات واعية ومسئولة أو على الأقل.. على الأقل.. بها إعلاميون واعون مسئولون!
Advertisements
الجريدة الرسمية