رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"تأديب" العسيلي!


أكثر من مرة نقرر الكتابة عن المطرب "محمود العسيلي" لننصحه بتغيير شكل أدائه، حيث كنا نري أن حبس صوته في مساحة محددة، بينما يمكنه أن يؤدي في مساحات مختلفة.. كانت الأحداث كل مرة تمنعنا عن ذلك، وربما أراد القدر أن يعفينا أو قل ينقذنا من الحرج الذي كنا سنكون عليه بعد سلوك "العسيلي" أمس مع أحد محبيه..


كل ذنبه أنه أحب "العسيلي" وذهب لحفلته، وطلب بحسن نية أن يلتقط معه صورة تذكارية، فكان ما كان من انحراف "العسيلي" عن الرد الطبيعي والأمثل والأقرب للسلوك القويم..

صحيح أن "العسيلي" اعتذر بعد ساعات، وهذا شيء طيب، ولا نستطيع القول إنه اعتذر تحت وطأة هجوم كاسح عليه على شبكات التواصل الاجتماعي، ربما انفعل وكان عصبيا لأسباب لا نعرفها، ربما هذا طبعه الحقيقي.. وأخلاقه الحقيقية.. لذلك يبقي ذلك في علم الله وحده..

لكن الذي يستحق التوقف عنده هو أمران.. الأول التدهور المريع في علاقة الفنان بجمهوره من أكبر مطرب عرفته مصر والأمة العربية العندليب "عبد الحليم حافظ" وكان له تنظيم خاص للرد على معجباته ومعجبيه.. واشتهر "محمد فوزي" بالتواضع الذي لو لم يتحل به ما عرفنا شاعرا عظيما مثل "صلاح فايز" انتظره أمام منزله ليسمعه إحدي قصائده فاستجاب، ليقدم لنا واحدا من أهم شعراء الأغنية العربية!

أغلب فناني ما نسميه بالزمن الجميل كانوا هكذا.. لا يخلو الأمر من منغصات لكن لم يكن للسبب الذي قاله "العسيلي": "معاك واسطة أو تعرف حد جامد يعني"!

والذي هو الأمر الثاني الذي نتوقف عنده،  حيث أكد ما نؤكده من تبدل جري في قيم الكثيرين جعل معيارهم الوحيد في تقييمهم لغيرهم هو علاقاتهم، وهل يعرف متنفذين هنا وهناك لهم من النفوذ ما يحقق أي شيء حتى لو كان التقاط صورة مع مطرب مختلف على تصنيفه.. مشهور.. مغمور.. نصف مشهور.. فماذا سيفعل بالناس إن كان نجم النجوم أو النجم الأوحد؟!

كان الفن في زمن سابق يؤثر في المجتمع كله.. "فريد شوقي" بفيلم يغير قوانين عن "أول سابقة" و"فاتن حمامة" تغير بفيلم آخر قوانين الأسرة والطلاق.. بينما بعض فناني اليوم أسرى لقيم موجودة حتى لو كانت بالية وسلبية وظالمة!

على كل حال يستحق "العسيلي" غضبة الناس،  ولهم أن يؤدبوه بما يكفي لعدم تكرار ذلك منه أو من غيره، أي فنان يعمل عند جمهوره وتأديبه منهم واجب وضرورة.. ولو كنت منه لبحثت عن المعجب المسكين وأعدت له حقه أمام الجميع.. وراضيته وأرضيته وطيبت خاطره.. هذا إن كنت مكانه!
Advertisements
الجريدة الرسمية