رئيس التحرير
عصام كامل

حرامي غسيل !


الحرامية مثل غيرهم أنواع: منهم من هو متخصص في النشل، ومنهم الهجام، ومنهم خبير سرقة الخزن، ومنهم أيضا ما كان يطلق عليه حرامي، وهو حرامي تخصص في سرقة الملابس المنشورة فوق الحبال في الشرف أو أسطح المنازل.. وهو في تقييم الحرامية أدنى أنواعهم، لذلك عندما كانوا يريدون الحط من شأن أحد منهم يصفونه بأنه حرامي غسيل!


ويبدو في عالم المرتشين هناك ما يماثل حرامي الغسيل في عالم الحرامية، وهو المرتشى الذي يقبل رشوة متدنية، راجعوا قضايا الرشوة التي ضبطت في السنوإت الأخيرة ستجدون أن من بين الرشاوى التي تم تسجيلها فيها عمولات كباب وكفتة، وسمك وجمبرى، وهدايا من الملابس والبدل والكرافتات، وأقلام وأجهزة تليفونات محمولة، وغيرها من الهدايا العينية الأخرى، ناهيك بالطبع عن تنظيم رحلات حج وعمرة !

وهذا يُبين أن المرتشين الجدد لدينا من النوع (الطفس)، الذي يقبل أي شىء حرام، أو بالأصح يغامر بسمعته للحصول على القليل جدا.. أو لا يكفيه أحيانا ما يحصل عليه من أموال كرشوة فيطمع فيما هو أقل جدا من هذه الأموال، مثل عزومة عشاء من المأكولات البحرية أو الكباب والكفتة!

والغريب أنه انتشر لدينا في السنوات الأخيرة هذا النوع من المرتشين الذين يشبهون حرامي الغسيل، ولعل هذا يعنى أنهم تعودوا على الفساد لسنوات قبل ضبطهم في قضايا فساد، وكانت بدايتهم فسادا صغيرا ومحدودا، يطلق عليه إكرامية أحيانا أو ثمن الشاى أحيانا أخرى، وبمرور الوقت بدون اكتشاف أمرهم انتقلوا إلى الفساد الكبير، لكن بسبب الطفاسة والنهم والشره لم يهجروا هذا الفساد الصغير!

إننا نحتاج تحليلا علميا لما طرأ على ظاهرة الفساد من خلال قضاياه في السنوات الأخيرة، لنعرف بعض ما أصاب المجتمع من تحولات.
الجريدة الرسمية