رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشيخ الشعراوي.. وعبد الحليم حافظ.. وثورة 30 يونيو!


لقد كشف "السيسي" النقاب يوم أن كان وزيرًا للدفاع في عهد الإخوان عن خفايا وملابسات 30 يونيو، وكيف أعطى الجيش في عهد الإخوان فرصا كثيرة لإنهاء الأزمة بشكل سلمي كامل وعودة الأجواء كاملة بين كافة قوى المجتمع، ودعا الجميع إلى الهدوء والمشاركة في إعادة المسار الديمقراطي بدلًا من المواجهة وتدمير الدولة المصرية.. وكيف تولى الجيش حماية إرادة الشعب ومنع اندلاع حرب أهلية طاحنة لا أحد إلا الله يعرف منتهاها.


وها هي الحقائق تظهر تباعًا حتى أثبتت الأيام صحة ما قاله السيسي آنذاك وما حذر منه مرارًا وتكرارًا.. ألم يقل نائب مرشد الإخوان إنهم سيحكمون مصر 500 عام.. ألم تتبار بعض دول الشر وقنواتهم المغرضة في تشويه صورة مصر وإهالة التراب على كل إنجاز، وتوفير الدعم والغطاء السياسي والتمويل والملاذات الآمنة للإرهابيين وإمدادهم بمعلومات استخباراتية لاستنزاف جيش مصر في سيناء وغيرها..

حتى إذا يئست من صلابة جيشنا وتماسك دولتنا لجأت إلى حيل وألاعيب أخرى للإيقاع بين شعب مصر وجيشه.. لا تزال تلك الأطراف تضخ الملايين والملايين لنشر الشائعات والإحباط والفوضى عبر الكتائب الإلكترونية والفضائيات الإخوانية التي خصصها "أردوغان" لشتم مصر.. لكن هيهات هيهات أن تنطلي ألاعيبهم ومكرهم على شعبنا الواعي الذي يعرف بفطرته الصافية من هم أعداء مصر الحقيقيون.

وتحضرني هنا مقولة إمام الدعاة الشيخ "الشعراوي" الذي كتب البيان الأول للإخوان نظرًا لكونها جماعة دعوية، لكنه سرعان ما تبرأ منهم لما تبين له مدى زيفها وتحولها لجماعة سياسية تسعى للقفز على السلطة.. أما تحوله عنها ورفضها لها فكان مبعثه الخوف على الدعوة من التورط في السياسة ومطامعها..

والسؤال: ماذا كان "الشعراوي" سيقول لو رأي ما أحدثه الإخوان في أيامنا من تشويه لصورة مصر وترهيب أهلها؟.

لقد قدم عبد الحليم حافظ 67 أغنية يمتدح فيه إنجازات ثورة 23 يوليو 1952 التي استردت كرامة الوطن والمواطن ويرصد انتصاراتها وإخفاقاتها، وكان من أشهر أغانيه: "إحنا الشعب"، التي شدا بها بعد اختيار "عبد الناصر" رئيسًا لمصر، كما غنى "يا جمال يا حبيب الملايين" و"حكاية شعب" ابتهاجًا بوضع حجر أساس السد العالي..

كما صدحت كوكب الشرق "أم كلثوم" وموسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" بأغانٍ مهمة في حب ثورة يوليو وإعجابًا ب"عبد الناصر" وإنجازاته، وأبرزها: "يا جمال يا مثال الوطنية" و" حبيب الشعب" التي غنتها "أم كلثوم" بعد التنحي.. كما قدم "عبد الوهاب" أوبريت " ناصر.. كلنا بنحبك" بعد تولي الأخير منصب الرئيس، وأغنية "أكبر حب" التي طالبه من خلالها بالتراجع عن قرار التنحي ويظل أوبريت "الجيل الصاعد" هو الأهم والأشهر ل"عبدالوهاب"..

أما "شادية" فقد غنت هي الأخرى: "إحنا وياك يا ريس" في إشارة ل"ناصر".. ترى لو كان أساطين الغناء ونجوم الزمن الجميل بيننا اليوم هل كانوا سيقدمون أغاني وأعمالًا فنية تلهب مشاعرنا وتعبر تعبيرًا حقيقيًا عن ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر من براثن الإخوان، ومن خطر التقسيم ومن أعدائنا في الداخل والخارج.

ثورة 30 يونيو لا تزال تخطو خطوات رائعة على طريق النهوض والإصلاح.. فها هي مصر توشك أن تنجز برنامجها في الإصلاح الاقتصادي الذي أشادت به منظمات دولية مرموقة وهو ما سوف يضعها على الطريق الصحيح.. ناهيك عما أنجزته مصر في مجالات الطاقة ومحطات الكهرباء والاكتشافات النفطية وحقول الغاز وشبكات الطرق القومية، ناهيك عن إصلاح التعليم والصحة اللذين جرى إهمالهما طويلًا..

لا جدال أن 30 يونيو ثورة شعبية كاملة الأركان ولو كره الكارهون.. وسوف يثبت التاريخ هذه الحقيقة يومًا ما وهي حقيقة لابد أن نعتز بها جميعًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية