رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طلقات "سامح شكري" من موسكو!


أن يزور كلٌّ من وزيري الدفاع والخارجية روسيا، فالأمر متفق عليه في مباحثات "2 + 2 "، فضلا عن التنسيق الدائم المصري الروسي الذي يبقي الكثير منه غير معلن.. وأن تلتقي قناة "روسيا اليوم" لمدة تقترب من نصف ساعة مع السيد "سامح شكري"، فمؤكد الأمر محل ترتيب مسبق ربما يعود لأسابيع.


لكن أن تتم المباحثات وأن يجري الحوار في ظل غليان الخليج، وقبل ساعات من مؤتمر البحرين، فعلينا أن نتوقف، لنرصد الرسائل المرسلة التي كانت أشبه بطلقات نارية أطلقها "سامح شكري"، وهي كعادة طلقات "شكري"، تصدر بكاتم صوت تصيب دون إزعاج!

"شكري" يعيد -يعيد- التعبير عن موقف مصر المثبت بالممارسة، الثابت على كل الأصعدة، منذ 30 يونيو، وإلى اليوم.. وبميزان الذهب الذي يتميز به الدبلوماسيون، يكرر شكري: نذهب إلى "ورشة" البحرين لتقييم ما سيحدث، وتناول دوائر إعلامية لجدول أعمال الورشة غير صحيح، ولا نتعامل إلا مع الطرح الرسمي الذي يأتي ضمن رؤية الولايات المتحدة لحل الصراع في الشرق الأوسط.. وتصر فيه أن يسبق الجانب الاقتصادي الجانب السياسي.. بينما رؤية مصر تُفَضِّل أن يسبق السياسي الاقتصادي.. ولم تزل رؤيتنا كما هي؛ الالتزام بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية (المدينة القديمة التي تضم المقدسات)، ضمن قرارات الشرعية الدولية، ووفقًا لمبادرة السلام العربية..

"شكري" يكرر موقف مصر: أرض سيناء التي قدمنا تضحيات لاسترجاعها، وللحفاظ عليها ليست محل أي نقاش للتبادل لأي دولة.. كما أن الأشقاء الفلسطينيين لا يسعون لذلك، ولهم مشروعهم لبناء دولتهم على ترابهم.. والسلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، لها وحدها الحق في رفض أو قبول ما سيطرح في مؤتمر البحرين الذي سنذهب لتقييم ما به ومدى التزامه بما نؤمن به!

مصر موجودة في الحل المأمول في السودان.. معبر رفح مفتوح منذ عام تقريبًا، ومن يُدخل مساعدات للفلسطينيين عن طريق إسرائيل يرغب في ذلك، وليس مضطرًا إليه.. متفقون مع روسيا في قضايا فلسطين وسوريا وليبيا.. وبيننا علاقات تاريخية ممتدة لعشرات السنين، وتنمو دائما في طريق بناء شراكة إستراتيجية شاملة!

السؤال اللغم: هل مصر ستقبل بالوساطة بين إيران وأمريكا، وقد تبدو رغبتهما في دولة بثقل مصر للقيام بذلك؟

يقول "شكري" في تعبيره عن موقف مصر: نقف إلى جانب الأشقاء العرب من منطلق ارتباط الأمن بين مصر والخليج، ونرفض أي تدخل في شئون الأشقاء من أطراف غير عربية، وندعو إلى حسن الجوار، وعدم تهديد مصالح الآخرين، وعلاقاتنا مقطوعة مع إيران منذ سنوات طويلة، لكن هذا لا يمنع من التطلع لمعرفة قدرة إيران على الالتزام بذلك!

كان ذلك ملخص غير مخل لحوار النصف ساعة.. أكد فيه "شكري" المؤكد.. ولم يقبل بشيء لم يعرض عليه -على مصر- أصلا، وقد تصل رسائله إلى عواصم قبل أخرى.. ولكن في كل الأحوال قال "شكري" ما قال ومسئولية الجميع أن يفهم.. ولم يقل "شكري" ما لا يقال، وعلى الجميع أن يفهم أيضا!
Advertisements
الجريدة الرسمية