رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحوال مصر المحروسة في حوارات "عمرو موسى" (1)


أعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، مشروعًا لتطوير دور الجامعة حتى تواكب المتغيرات العالمية، بحيث تكون قراراتها أكثر فاعلية بما يحقق الفائدة للأقطار المشاركة وشعوبها، ويغير من رؤية العالم للعرب، وهى لم تعد تسر!


وعندما يتولى إعداد المشروع واحد من أصحاب الخبرات النادرة في السياسة الدولية، وتولى وضع السياسة الخارجية المصرية عبر سنوات طويلة فمن المفترض أن يتعامل معها الحكام العرب بالحيوية الواجبة.

بدأ عمرو موسى يعرض مشروعه على الرئيس حسنى مبارك، وينتظر اقتراحاته بالإضافة أو التعديل.. وهذا ما كان ينتظره أيضًا من الملوك والرؤساء العرب الآخرين، لإدراكه، بحكم ثقافته وخبراته، أن أي عمل بشري لا يمكن أن يتصف بالكمال.

جاء رد مبارك السريع والمباشر بالرفض الكامل للمشروع.. وطبيعي أن يسأل الرجل- الذي بذل جهدًا جبارًا استنزف وقته وأوقات فريق العمل الذي يساعده في وضع الوثيقة- لماذا الرفض يا سيادة الرئيس؟! 

نظر إليه الرئيس نظرة لا تخلو من المغزى.. ورد بكلمة واحدة: "كدة"!

ويعلق "عمرو موسى".. يبدو أن الرؤساء لم يعتادوا على من يراجع قراراتهم، ولم يختلف موقف الآخرين عن موقف "مبارك".. ولا غرابة أن تتدهور أحوال الجامعة العربية.

الواقعة رواها عمرو موسى، في صالون أحمد جمال الدين، وزير التعليم الأسبق، الذي يضم نخبة من الوزراء والمسئولين والمثقفين والإعلاميين، ويحمل رقم 24، فهو في لقاءاته التي ناقشت خلال ثلاث سنوات معظم القضايا التي تشغل المصريين، من الصحة والتعليم، والإعلام، والنقل، ودور القانون، والمشكلة السكانية، والدرس المستفاد من حرب أكتوبر، وطب المسنين، وغيرها.

وبالرغم من أهمية قضية تطوير الجامعة العربية، إلا أن الصالون استضاف "عمرو موسى" لمناقشة قضية أكثر سخونة، وتفرض نفسها بشدة على المصريين، والعرب، وتتعلق بأثر سياسات "ترامب"على مستقبل العالم العربى.

وأظن أن الواقعة التي ذكرها "موسى" عن ردود افعال الحكام العرب على كل محاولة للتطوير واللحاق بالعصر تأتى في إطار ما يؤكد أن سوء إدارة الحكم طوال السنوات الماضية كان وراء ما تعانى منه مصر من سوء أحوال، وأنها لم تعد "عفية" كما كانت، وقادت إلى ما يعرف بالربيع العربي، وإن كان لا يخفي تفاؤله بأنها قادرة على استعادة عافيتها.

ويرى "موسى" أن ترامب يلعب دورًا في تشكيل العالم، ولا يريد أن يتعامل مع منظمة الأمم المتحدة، ولو لم تكن أي مؤسسة تخدم مصالح أمريكا سوف يعمل على تدميرها، وأن لديه رؤية للعالم العربى تحتاج إلى مناقشة أوسع في مقال قادم.
Advertisements
الجريدة الرسمية