رئيس التحرير
عصام كامل

لن ترضى عنها فلسطين ولا إسرائيل.. صفقة القرن تثير مخاوف جميع الأطراف

فيتو

في الوقت الذي تريد فيه دولة الاحتلال تمرير خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" تجدها مترددة من بعض النقاط والتي تشكل بالنسبة لها عقبات أمام تحقيق الاستفادة الكاملة من الصفقة، فهى تريد تمريرها لكن بالشروط التي تخدم مصالح الاحتلال دون عمل حساب لمصالح الفلسطينيين.


ربط غزة بالضفة
ومن أبرز العقبات التي رصدها الإعلام الصهيوني اليوم الأحد، والتي يرى أنها عقبات تواجه إسرائيل بشأن صفقة القرن هو ربط قطاع غزة بالضفة الغربية، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن التفاصيل الاقتصادية لخطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" التي تم الكشف عنها أمس السبت لم يرض عنها الفلسطينيون ولكنهم ليسوا وحدهم غير الراضين إنما إسرائيل أيضًا تواجه مشكلات تتعلق بالصفقة الأمريكية أبرزها ربط قطاع غزة بالضفة الغربية.

بالنسبة لإسرائيل يعتبر ربط قطاع غزة بالضفة الغربية مشكلة خطيرة، مشيرة إلى أنها عملت لسنوات من أجل هذا الفصل، ورفضت في الماضي مقترحات لربطها بالأنفاق والجسور والسكك الحديدية والطرق الآمنة، كما أن من هناك مخاوف إسرائيلية من أن صفقة القرن ستمنح حماس القدرة على السيطرة على الضفة الغربية، وقال وزير العلوم أوفير أكونيس، إن إسرائيل لن تقبل بأي خطة لا تتوافق وتتناسب مع معاييرها الأمنية.

سلسلة المشروعات

وتضيف التقارير العبرية أنه تقترح الخطة أيضًا سلسلة من المشروعات التي لا تتطلب موافقة إسرائيل فحسب، بل قرارات ملموسة من قبل منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلي في المناطق المحتلة، مشيرة إلى أن اللواء كامل أبو ركن منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلي في المناطق المحتلة لم يدع إلى مؤتمر البحرين، موضحة إن حضور سلفه الميجور جنرال يوآف بولي مردخاي ليس بديلًا عن المنسق الحالي.

بالإضافة إلى ذلك، تزعم إسرائيل رغم أن الصفقة تخدمها بالأساس أنه لا يوجد أي حوافز للجمهور الإسرائيلي لدعم الخطة، مدعية أنه مقارنة بالدول المجاورة، فإن إسرائيل لن تستفيد من القطاع الاقتصادي، علاوة على ذلك، فإن التنمية السياحية في العقبة المذكورة في الخطة قد تأتي على حساب إيلات.

وقال عيران اتسيون، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، إنه لا توجد ابتكارات جوهرية في الخطة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه "بطريقة غريبة، تم وضع لبنان في التسوية، إلى جانب الأردن ومصر، كهدف للاستثمار والمشاريع، وهو ما ربما أدى إلى موافقة لبنان على التفاوض مع إسرائيل على الحدود البحرية، مضيفًا: "على أي حال، فإن الارتباط بالقضية الفلسطينية أمر محير، ولن يشارك لبنان بالطبع في المؤتمر في البحرين".

تدابير تشريعية
وأضافت التقارير أن بنود إضافية من الخطة تتطلب تدابير تشريعية وتنظيمية من قبل إسرائيل، ولكن هذا لن يحدث بدون تعاون السلطة الفلسطينية التي ترفض حتى من وجهة نظرهم حضور ورشة البحرين لمقر عقدها الأيام القادمة لبحث الجوانب الاقتصادية لصفقة القرن.

وأعلن البيت الأبيض عن تشكيل الوفد الأمريكي المشارك في ورشة العمل الاقتصادية التي ستعقد هذا الأسبوع في البحرين، وسيرأس الوفد وزير الخزانة ستيف منوشين، وسيضم كذلك جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، ورئيس المجلس الاستشاري الاقتصادي كيفين هوست، والمبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك.

وكشفت الولايات المتحدة للمرة الأولى أمس السبت تفاصيل حول الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام، وأشارت إلى أنها تهدف إلى تأمين استثمارات بقيمة تتجاوز خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين وإلى مضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي خلال عشرة أعوام.
الجريدة الرسمية