رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وبتهمة التجسس لصالح مصر!


في 23 يناير من العام 2014، اختفى القيادي بحركة حماس "أيمن طه".. بحثت عنه أسرته في كل مكان، وحاول أقرباؤه معرفة مكانه بأي طريقة، خصوصًا أنه ابن قيادي يعتبرونه أحد مؤسسي حركة حماس، هو أبو أيمن طه !


بعد سبعة أشهر، بالتمام، وُجدت جثة "أيمن طه" ملقاة أمام أحد مستشفيات قطاع غزة، أمام العاملين والمارة، وتبدو على جثته آثار طلقات نارية في الرأس والصدر.. وبعد ساعات حضر بعض الأشخاص حملوا جثته ثم ألقوها بعيدًا قليلا عن مكانها الأول، وبعد ساعات صدر بيان من حركة حماس ينعي "الشهيد" أيمن محمد طه، وقالت إنه قُتل في عدوان إسرائيلي على إحدى الشقق بغزة، حين كان الشهيد مع بعض القادة!

ساعات من كل ذلك، وبدأ اللغز يجد طريقه للحل.. وبدأت تصريحات بعض قادة حماس تتوالى بعد فشل تمثيلية نقل الجثة من مكان إلى آخر.. خصوصًا أنها بقيت لفترة طويلة في فناء مستشفى يخضع أصلا لحماس.. صحف ومواقع قالت إن "طه" أعدمته حماس لاتهامه بالتجسس لدولة إقليمية!

وراحت الدوائر السياسية تخمن عمن هي تلك الدولة.. فلو كانت إسرائيل لكان طبيعيًّا أن تعلن حماس ذلك فهي تفعله كل يوم.. ولو كانت الإمارات لأعلنت أيضا بتعليمات قطرية.. ولو كانت السلطة الفلسطينية لأعلنت حماس أيضًا.. لأنها تعتقل وتقتل أنصار "فتح" علنًا.. واستمر الحال كذلك حتى نشرت "يديعوت احرونوت" أن الدولة المقصودة هي مصر!

كان إلقاء الجثة لإرهاب الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يقع تحت احتلالين، و"أيمن طه" معروف جيدا في غزة، فقد كان متحدثا رسميًّا لحماس! وكانت حماس قد سربت من خلال عملائها أن "طه" متهم في اتهامات مادية سعيا لتشويه صورته، ولذلك بعد إعلان مقتله هلل أعضاء حماس وفرحوا، ولذلك عندما تسربت أخبار أن مقتله تم بتهمة "التجسس" لمصر، ولمصر تحديدًا، حاولت حماس لملمة الموضوع، لكن كان الوقت قد فات!!

إليكم بعض الملاحظات.. تهمة التجسس تتم بين دول في حالة عداء وحرب.. بينما تهمة التخابر توجه في حالة عدم وجود حرب.. ثانيًا "أيمن طه" قُتل بعد سبعة أشهر من التعذيب، وكان، فيما يبدو، بهدف الحصول على معلومات أو اعترافات غير صحيحة.. ولكن - وبمنطق العصابات - تمت بدون محاكمة ولا قضاء ولا محامين ولا شهود ولا زيارات لأهله..

"أيمن طه" تم التمثيل بجثته، وأُلقيت على قارعة الطريق ليكون عبرة لغيره، ولمزيد من إرهاب وتخويف سكان غزة من غير المنتمين لحماس ممن يجري تعذيبهم يوميا!
انتهت القصة!!
Advertisements
الجريدة الرسمية