رئيس التحرير
عصام كامل

الفلوس مع "محمد ماهر" ابن بسيون وتجارة طنطا!


لفت نظره أثناء خروجه من الامتحان حقيبة ملقاة على الأرض.. اقترب منها بحذر وفتحها وإذا بها تمتلئ بأوراق البنكنوت المصري.. إلى جانب الطريق على الفور وبعد عد المبلغ اكتشف أنه يصل إلى 25 ألف جنيه!


كثيرون يجدون أموالا وأشياء أخرى كقطع الذهب أو متعلقات مرتفعة الثمن فيسارعون بإخفائها، ويحاولون إرضاء ضميرهم فينتظرون لحظات أو دقائق وينصرفون، وبعضهم يخفيها ويسأل بعض المارة أو المحال القريبة، وعندما لا يجدون صاحبها ينصرفون أيضا، وهناك الأكثر حرصا من هؤلاء على رد الأمانة، فيتركون أرقام هواتفهم في المحال القريبة أو عند سكان المنطقة، إلا أن "محمد ماهر" فعل خلاف ذلك بكثير..

فبرغم إرهاق الامتحان وانصراف الجميع إلى بيوتهم للاستعداد لامتحان جديد، إلا أنه أقسم ألّا يعود إلى بيته إلا بعد إعادة الأمانة إلى أهلها.. ففضلا عن إبلاغ أصحاب محال شارع "سعيد" كله إلا أنه نشر الخبر على أغلب الصفحات الخاصة بمدينة طنطا ومحافظة الغربية، وترك رقم هاتفه، وظل ساعات بالشارع حتى جاء بالفعل صاحب الأموال الذي أبلغه بأوصاف الحقيبة وقيمة المبلغ، وأبلغه أنها عهدة من الشركة التي يعمل بها وأنه أنقذه من السجن لأنه لا يملك سداد المبلغ، وأنه كان سيحوّل إلى جهات التحقيق لا محالة!

لماذا ننشر القصة؟ ننشرها أولا لنشكر "محمد ماهر" ابن بسيون وكلية التجارة بطنطا الذي نشرنا اسمه وعنوانه ليحق لأهله الفخر به، وننشره ثانيا كما ينشر غيرنا أنباء تافهة تشوه صورة شباب مصر، ونجد أخبارا عن سرقات مبالغ بسيطة، لا تستحق التوقف عندها، وثالثا أن ما يقال عن أن شباب مصر غير أمين ويستدلون بظاهرة اختفاء أجهزة المحمول غير صحيح..

هناك شباب "زي الفل"، وهم بكل خير، وننشر الخبر رابعا لإصرار "محمد" ليس فقط على إعادة الأمانة إلى أهلها، وإنما لسعيه لذلك بكل جهد ممكن!
كم "محمد ماهر" بيننا ولا نعرفهم؟!
الجريدة الرسمية