رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر يروي بطولات سلاح الهليكوبتر بالقوات الجوية


الطائرات الهليكوبتر أصعب سلاح في القوات الجوية، لأن الطائرة والطيار في مرمى النيران بسبب طيرانها على مسافات قريبة من الأرض، ما يجعل الطائرة مكشوفة للعدو، ومن أهم شخصيات ملاحي الهليكوبتر في حربي الاستنزاف وأكتوبر اللواء عبدالرافع درويش، الذي تخرج في الكلية الجوية عام 1965، وبدأ الخدمة في نفس العام، ثم انتقل لسلاح "القاذفات الخفيفة" بأبو صوير بالإسماعيلية، ثم "ثيو 16" بغرب القاهرة، وبعدها انتقل إلى سلاح الهليكوبتر لينتهى به المطاف كمدرس بالكلية الجوية وذلك قبل حرب أكتوبر مباشرة.


وفور تخرجه شارك اللواء عبدالرافع في حرب اليمن وحرب 67 والاستنزاف ثم نصر أكتوبر باللواء الجوي 547 هليكوبتر.

حديث الذكريات

قال اللواء عبد الرافع: إن هناك أبطالا عظاما لابد أن يأخذوا حقهم، فأنا لا اعتبر نفسي بطلا، لأنني دخلت الكلية برغبتي في أن أصبح طيارا، فالأبطال الحقيقيون هم الذين قضوا خدمة عسكرية لفترة تزيد على 8 سنوات، وقاموا بالعبور واقتحام خط بارليف الحصين وسط نيران العدو وجها لوجه وبصدر مفتوح دون رهبة أو خوف.

جولة 67
وأضاف: تخرجت قبل جولة 5 يونيو بعام واحد، وكانت رتبتى ملازم أول، وفي رأيي لم تكن نكسة بمعناها البسيط إنما هزيمة ثقيلة بكل المقاييس ألحقت ضررًا بالغًا في صفوف الجيش وبالرغم من ذلك فقد حدثت خلالها بطولات عظيمة لأشخاص أغفلهم التاريخ نظرًا لظروف الهزيمة، وأذكر منها أننى رأيت في سلاح الطيران بعض الطيارين الذين حلقوا بطائراتهم التي احترقت في السماء من أجل الاصطدام بطائرات العدو الصهيونى، وآخرون أصروا على التحليق والقتال وهم مصابون.

وتابع درويش: لا ننسى أبدًا الفريق مدكور أبو العز الذي تولى قيادة القوات الجوية في 10 يونية 1967، وبعد 34 يومًا من توليه القيادة استطاعت قواتنا الجوية ضرب قوات العدو المتمركزة بسيناء التي انسحبت حتى العريش، ومن أهم أوامر الفريق لهذه الضربة التركيز على الأفراد وليس المعدات، فحدث لديهم خسائر كثيرة هذا ما يؤثر على الإسرائيلي، وفي نفس الوقت الثأر لأبناء القوات المسلحة الذين قتلتهم الأيادي الإسرائيلية بكل بشاعة، ومن هول الضربة حكمت إسرائيل على الفريق مدكور أبو العز بالإعدام كمجرم حرب.

حرب أكتوبر
وأوضح قائلا: إحنا كطيارين كنا متوقعين قبلها لأن المشير أحمد إسماعيل أكد أن الحرب قادمة وقال "مش هنسكت" وأثناء حرب أكتوبر كنت في مطار الخطاطبة الجوي ضمن اللواء547 هليكوبتر، وكان لاستقبال خبر الحرب فرحة كبيرة جدا، ولم نفكر في الهزيمة كل ما فكرنا فيه هو "الخلاص" بعد النكسة وقتها كانت أشغل منصب كبير ملاحين اللواء.

توقيت الحرب
وتابع اللواء عبدالرافع درويش قائلا: "علمت بتوقيت الحرب قبلها بـ12 يوما للمشاركة في التخطيط للحرب مع قائد اللواء، ورغم المقارنة الجوية الظالمة بيننا وبين العدو، إلا أننا قمنا بإعداد تخطيط جيد للحرب، فعدّلنا نوعية الطائرات التي لدينا لتحمل من 4 أطنان ونصف قنابل إلى أكثر من 7 أطنان، والأهم من ذلك القيادة السياسية حاولت تحريك القضية سياسيًا لأن أمريكا كانت اعتبرت الجيش المصري في عداد "الأموات" ورفضوا التحدث مع وزير خارجيتنا، وقالوا "لن نتحدث مع دولة متقبلة الهزيمة صامتة

 
خططنا للنصر وليس للهزيمة، واتضح ذلك من أول دقيقة من خلال الضربة الجوية التي هيأت مسرح المعركة للقوات البرية للاقتحام، وكان هذا غطاؤنا الجوي لضرب مطارات إسرائيل، وأعطت سيطرة جوية مؤقتة بسيناء لدفع قواتنا البرية والبحرية إلى سيناء، كان هناك إعداد لضربتين جويتين ولكن الضربة الأولى حققت خسائر لدى العدو بنسبة 97 % فتم الاستغناء عن الضربة الثانية".
الجريدة الرسمية