رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس: القراءة إحدى وسائل تجديد العقل


أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة تحتفل الأحد المقبل بعيد حلول الروح القدس، على أن يبدأ صوم الرسل يوم الإثنين المقبل، مشيرا إلى أن الكنيسة احتفلت برسامة عدد من الأساقفة، على أن يجلس أسقف جنوب أفريقيا على إيبارشيته في الـ28 من يونيو الجاري.


وقال البابا تواضروس الثاني – خلال عظته الأسبوعية اليوم من دير الأنبا بيشوي بوادى النطرون بحضور مجموعة كبيرة من أساقفة المجمع المقدس بعد أن توقفت قبل عيد القيامة واستمرت طوال الفترة الماضية بسبب رحلة قداسته الرعوية إلى أوروبا واحتفالات الخماسين المقدسة – إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، وأن الخدمة تحتاج باستمرار إلى من يعمل في حقلها.

وأضاف أن الله خلق الإنسان بصفات ثلاثة، فخلقه الله عاقلا، وعاملا، وعابدا على أن يكون المخدع الخاص هو قلب الإنسان.

وتابع قائلا: إن العقل وظيفته الأولى هي التعرف على الله وكافة الكائنات التي خلقها، كذلك العقل هو وعاء للمعرفة والإنسان صنع الحضارة والعلوم على مدى التاريخ الإنساني، وهذه المعارف تحولت إلى تخصصات وعلوم مختلفة، كما أن العقل يساعد الإنسان على الوصول إلى الخيارات والقرارات المناسبة في كافة أمور الحياة.

وأوضح أن أولى العلامات الخاصة بالعقل السليم أن يكون الله هو الذي يقوده، وأن العقل الصحيح أيضا يتمتع بالتوازن، إلى جانب وجود مرجعية للعقل لأشخاص مشهود لهم بالحكمة، أو من خلال كتب موثوق فيها.

وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني إلى ضرورة أن يكون العقل متجددا بشكل مستمر، وهو ما يؤدي إلى حالة التجديد الروحي المطلوبة للإنسان. لافتا إلى أن تجديد الذهن شكل من أشكال التوبة.

ونوه قداسة البابا تواضروس الثاني إلى أن بعض العقول ليس لها رجاء في شيء وممتلئة باليأس، وهى من أخطر أنواع العقول، وأن هناك عقولا لا تنظر حولها ولا تشهد أي تطوير وفي نفس الوقت ترفض كل جديد، وهناك عقل روتيني أيضا لا يفكر خارج الإطار المرسوم له، وهذا العقل لا يعرف التجديد والابتكار، وأنه يجب الجمع بين "الأصالة والمعاصرة" وهذه العملية تحتاج إلى إرشاد من الروح القدس.

وتابع قائلا: إن هناك نوعا من العقول يشبع بالفضول، وأن هناك شخصيات منقادة أو مسلوبة لفكر شخص واحد فقط، والعقل المنقاد لا يستطيع التفكير بمفرده، وهذه خطورة الإنسان الذي يقرأ لكاتب واحد، ولا يصح أن يكون الإنسان أسيرا لعقل واحد، وكذلك توجد عقول مشوشة ويكون الإنسان مشتتا وتائها، إلى جانب وجود عقول يقودها الانفعال.

واقترح البابا تواضروس أن يقرأ الإنسان بشكل مستمر، وأن يبدأ بالكتاب المقدس وهو إحدى وسائل تجديد العقل، كذلك تجديد العقل يأتى من خلال الجلوس إلى الكبار للاستفادة من خبرات الماضى وأخذ المشورة منهم.
الجريدة الرسمية