رئيس التحرير
عصام كامل

مع تصاعد التوترات.. كيف يرى الإيرانيون الحرب المحتملة ضد واشنطن


في ظل التوترات القائمة بين أمريكا وإيران، وتأكيد واشنطن بأنها سترد بقوة على أي استهداف للمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، يظل الشعب الإيراني هو المتضرر الوحيد من ذلك التوتر، خاصة وأنه لا يزال يدفع ثمن عناد نظام الملالي عبر العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والتي تسببت بانهيار الاقتصاد الإيراني وارتفاع الأسعار.


وكالة "رويترز" سلطت الضوء على مخاوف الإيرانيين من احتمال نشوب حرب ضد أمريكا، موضحة أن الإيرانيين متخوفون ومتوترون من انتشار أنباء عن تلك الحرب التي باتت حديثهم الشاغل في الشوارع وأماكن العمل.

ارتفاع الأسعار

وقال نعيم عبد الله زادة ويعمل مستشارا قانونيا في شركة ناشئة إيرانية: إن مسألة الحرب باتت موضوع محادثات رئيسية في أماكن العمل وسيارات الأجرة والحافلات، موضحا أن تأثر الإيرانيين بأمر الحرب أشد من العقوبات، وذكر أن القلق من اندلاع حرب تسبب في ارتفاع الأسعار للضعف وبحث العديد من المواطنين عن سفر لخارج البلاد.

ومع تأثر الإيرانيين بالعقوبات الأمريكية يوميا، قال السكان وأصحاب المتاجر: إن المخاوف بشأن الوصول إلى المنتجات دفعت بعض الإيرانيين إلى تخزين الأرز والمنظفات والمواد الغذائية المعلبة، وذكرت الوكالة أن المراكز التجارية مليئة بالإيرانيين الذين يتسابقون لشراء المنتجات الغذائية.

عملة واحدة

وأشار ناشط عمالي أمضى أشهرا في سجن إيراني بسبب أنشطته السياسية وطلب عدم الكشف عن هويته، أن الحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة، مؤكدا أن الطبقة العاملة هي من ستتحمل النتيجة.

حرب محتملة

وأوضحت الوكالة أن بعض الإيرانيين يرون أن الضغوط التي تشهدها إيران، ستجبر النظام الإيراني على الجلوس على طاولة المفاوضات، في حين يرى آخرون أن قادة النظام لن يتفاوضون مهما كانت الظروف.

وقال فؤاد آزادي (أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران) إن المسئولين الإيرانيين توصلوا إلى استنتاج بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يسعى إلى مفاوضات حقيقية مع الإيرانيين وحتى وإن أعلن ترامب أنه يريد مكالمة نظيره الإيراني حسن روحاني، مؤكدا أن الحرب مع إيران محتملة خاصة وأن هناك مسئولون في واشنطن خططوا لغزو إيران.

حرب فاشلة

وأضاف محسن مرتضى وهو رجل دين تخرج من مدرسة دينية في مدينة قم، أنه لن يكون هناك حرب مع واشنطن، موضحا أن المواجهة العسكرية لن تحل أية مشكلات سياسية، وذكر أن صيحات وتهديدات ترامب هي حرب نفسية، ولكنه لا يمكن خوض حرب حقيقية.

الحل الوحيد

شاهين ميلاني وهو ناشط سياسي إيراني، ذكر أن الحرب لن تجلب الديمقراطية لإيران، موضحا أنه إذا أراد الشعب الإيراني الحرية فعليه أن يسعى للديمقراطية بنفسه، في حين قال على وهو طالب بطهران إنه يتمنى أن تشن أمريكا حربا على طهران، موضحا أن الحل الوحيد للتخلص من نظام الملالي هو الحرب.
الجريدة الرسمية