رئيس التحرير
عصام كامل

"شوقي".. و(3) قصص سياسية مثيرة!


كان زميلنا المحترم "خالد العديسي" مساعد رئيس تحرير "الأسبوع" -أحد أهم محرري شئون السودان في مصر- بمكتب سفير السودان بمصر، وكما نتذكر كان السفير هو الدكتور أحمد عبد الحليم.. انتهى السودان مع الحكومة المصرية من بنود اتفاقيات مهمة تخص الزراعة والثروة الحيوانية، وفيما نتذكر أيضا كما روي لنا الزميل العزيز قبل فترة فقد كان رئيس الوزراء وقتئذ هو الدكتور أحمد نظيف..


وانتهى اللقاء بسعادة غامرة خصوصا بعد أن أثمرت اتصالات "عبد الحليم" بحكومته بالسودان إلى رفع أي معوقات تخص ما تم التوصل إليه، وقد حضر "العديسي" جزءا مهما من هذه الجهود.. وقد كان أن حدث شيء غير مفهوم بعد ذلك أدى إلى تجميد كل شيء!

غادر "نظيف" وغادر "مبارك" نفسه وانتهى عمل السفير الدكتور "أحمد عبد الحليم" وعاد إلى بلاده، وأخيرا غادر "البشير" ولا أحد حتى الآن يعلم كيف لم ينفذ الاتفاق التاريخي الذي كان سينهي أزمات كبيرة تخص الطعام والغذاء والقمح واللحوم والبطالة!

جاء الدكتور "أحمد زويل" إلى مصر بهدف إنشاء مدينة للعلوم تاركا عروضا أسطورية من دول كثيرة.. الحاصلون على نوبل أو العالمان كبيران "الدكتور محمد النشائى أو الدكتور مصطفى السيد وكلاهما مرشح دائم أو محتمل لنوبل" حياتهم ووقتهم ليس كحياتنا أو وقتنا.. كل ثانية وليس كل دقيقة لها ثمن.. وبعيدا عن أي شيء يمكن أن يقوله أحد عن الدكتور "زويل" إلا أن عرضه بخدمة وطنه بإنشاء وإدارة مدينة للعلوم والأبحاث كان يستلزم وضعه فوق كفوف الراحة وأن يأمر وتستجيب الدولة إلى أن ينتهي من مهمته أو حلم مصر الكبير..

إلا أن لا أحد حتى اللحظة يعرف كيف أدخل "زويل" إلى أتون حرب بيروقراطية بشعة وخلاف على أرض ومبان!!! كان يمكن حلها بقرار واحد وعاجل لكن ضاعت السنوات ومرض الرجل حتى رحل! ولم تر المدينة النور إلا بعد 2014! وضع تحت ذلك ألف خط!

روايات من هنا وهناك عن خطط لتنمية سيناء قدمت ربما أشهرها وأخطرها شهادة الدكتور كمال الجنزوري.. حتى أن هناك مشاريع بعينها تم تخطيطها ورفضت واحد بعد آخر، منها مشاريع تنفذ الآن، ومنها ما تم تنفيذه في السنوات القليلة السابقة فعلا وأيضا من بعد 2014!

الفاعل المعلن في القصص الثلاث معروف، لكن ما يعنينا هو الفاعل الخفي الذي ظل مجهولا حتى اللحظة، وقد لا يظهر أبدا والهدف: ألا تتقدم مصر أبدا ولذلك العبرة دائما في من يحكم مصر بالإرادة السياسية!

ملحوظة: في كل أزمة من الأزمات السابقة كان يتم دفع قطاعات جماهيرية لدعم القرار الخاطئ، لتأخذ الأزمات بعدا جماهيريا تحمي صاحب القرار أو على الأقل تغطي على ما سيجري.. بينما الفاعل المجهول الخفي ربما كان يضحك من أعماق قلبه!
الجريدة الرسمية