رئيس التحرير
عصام كامل

صواني العرس بالصعيد.. تباهي وتفاخر للأكابر ورزق للغلابة (صور)


يجسلن مرتديات الملابس الصعيدية ويطلقن الزغاريد في كل أرجاء القرية، عند خروج الصواني المحملة على الرؤوس من الدوار، حيث يكون عليها كل ما لذ وطاب من الطعام. مصطفات ومرددات الأغاني الشعبية القديمة "على النسب ياغالي.. على بيته رايحة بنت الاكابر.. دهب غالي يتصان في بيتك يا ابن الأصول ياغالي.. صلى بذمة وعوج لي العمه.. ياحلاوة شاله سقفه ياخاله".


للصعيد الجواني عادات ومورثات لا يمكن التخلي عنها، فرغم ارتفاع الأسعار، والظروف الاقتصادية الصعبة إلا أن الصينية التي تحمل طعام العروسين لمدة أسبوع لا تخلو من أشهى المأكولات والطيور والحلوى والتي تتكلف الكثير من المال.

سردت رسمية علي حافظ، سبعينية العمر، قصص أسبوع العرس والصواني التي كانت تحمل أشهى المأكولات قائلة "الصينية عليها أكثر من 20 زوج حمام وفي كل يوم صينية بها حمام محشي وأكلات سمينة وحلوى وترسل إلى منزل العروسين وفي نهاية هذا الأسبوع يقام يوم السابع وتقدم فيه الهدايا للعروسين ما بين مشغولات ذهبية ومبالغ مالية، كل بحسب ما يجود به".

ونوهت سميرة محمود، خمسينية العمر، أن صواني العرس في القرى لم يطرأ عليه أي تغير وفي بعضها يكون 60 جوز حمام طوال مدة الأسبوع الأول من العرس، بخلاف الحلوى الشرقية وهذه الصينية تكون على نفقة أهل العروسة.

وقالت: "المدينة تحتلف عنا كثيرًا، ولكن القرى عار وفضحية كبري إذا لم تقدم تلك الصينية، التي لا تتوقف عن الذهاب يوميًا إلى منزل العروسين"، لافتة إلى أن الصعيد وعاداته لاتعرف ظروف، وقالت : "هذه الصواني تكون تباهيا ومظاهر لأهالي العروس وبنفس الوقت رزق وخير لسيدات القرية البسطاء الذين يقومون على الخبز والطهي طوال هذه الفترة".

زفة الصواني
وتقول صابرية علي جودة، ربة منزل، أن هذه الصواني يكون لها طقوس خاصة؛ حيث تجتمع نساء وفتيات القرية طوال تلك الفترة التي يبدأ فيها تحضير الصواني والخبز البلدي ويمتلئ الدوار بالفرح والزغاريد التي تطلقها المحبات والأهل والاصدقاء، مرددين الأغاني الجميلة.

وتغنت سناء محمد، في حديثها قائلة :"محروسة يا عروسة..إن شاء الله تعمريها.. اديها ريـال.. يا ام العريس اتشمري..هيصة عند العروسة ".. تلك الأغاني التي كان يرددهها الكثيرون عند زفة الصواني إلى منزل العريس.
الجريدة الرسمية