رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمريكا وإيران.. حرب أو لا حرب؟!


نظريا لا يعقل أن تنقل أمريكا كل هذه القوات ثم تستدعي المستشفى الحربي البحري العملاق، فضلا على ما لديها من أسلحة بالقواعد العسكرية الأمريكية في قطر من أجل الضغط على إيران.. كما أنه ونظريا أيضا لا يعقل أن يتم سحب الموظفين الأمريكيين بالعراق مع الدعوة لعدم سفر الأمريكيين إلى هناك من أجل الضغط على إيران..


ونظريا لم يكن تشديد العقوبات والاهتمام بحصار إيران لإضعافها أكثر وأكثر من أجل التهويش في نهاية الأمر! كما أن حلفاء واشنطن يشعرون بالتهاب الأجواء بما دعا إسبانيا لإعطاء الأوامر لعودة إحدى سفنها الحربية وإجراءات شبيهة لألمانيا وغيرها.. ولكن في المقابل هل أمريكا جاهزة لدفع كلفة الحرب؟

فبعد كل هذا التشدد الذي تبديه إيران سيكون الأمر صعبا أن تصمت على أي هجوم أمريكي مهما كان حجمه.. وطبقا لتلميحات إيرانية فان إيران سترد على كل مكان يشتبه استخدامه في المعركة ضدها عدا إسرائيل، التي قال الإيرانيون إنهم سيضربونها في كل الأحوال، واعتقادنا أن ذلك ليس فقط للضغط على الأمريكان وإنما لإرضاء حلفائها أيضا وإثبات جدية عدائها لإسرائيل..

وهنا تطل مجموعة من الأسئلة.. فالصواريخ الإيرانية قادرة بالفعل على إصابة إسرائيل فهل تستطيع أمريكا بضربة استباقية التخلص من الصواريخ الإيرانية وإخراجها من المعركة؟ هذا يتطلب تجمع الصواريخ في مكان واحد، لكن إيران وزعت صواريخها بطول إيران وعرضها، وكثير منها على منصات متحركة يتم تصويرها بالأقمار الصناعية لكنها تغير مواقعها بعد ذلك!

ونموذج كوريا الشمالية مختلف.. فإن كانت كوريا الشمالية ترهب كوريا الجنوبية واليابان وتهدد بأنهما سيدفعان ثمن أي هجوم أمريكي ولكن ذلك لأن كوريا عندها أكبر بحرية في العالم، وأهمها عشرات الغواصات التي تجوب المياه ليل نهار محملة بالصواريخ!

ولكن إيران تعوض ذلك باتساع أراضيها فضلا عن ميزة وجود حلفاء أو اتباع بالمنطقة السؤال أيضا: هل سيدخل حزب الله المعركة؟ في هذه الحالة ستتسع الحرب إذ إن يمكن لحزب الله إيلام إسرائيل، ولن تجدي مضادات الصواريخ ولا القبة الحديدية لانخفاض ارتفاع الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، وتقدر بعشرات الألوف، لكن سيؤدي ذلك إلى أن يدفع لبنان الشقيق الثمن وستدمر إسرائيل بنيته التحتية من محطات مياه وكهرباء!

وهذا سيؤدي إلى مشكلات داخلية ترى أطرافها أنه لا دخل لبنان بما يجري كي يتورط في الحرب!

حتى الآن تتعامل إيران بثبات وتتعامل الصين بهدوء وكأنها مؤمنة أنه لا حرب فلا بحث عن بدائل للنفط الإيراني أو إدانة قوية للتهديدات وتبقي روسيا ووجودها ونفوذها مهدد تراقب وتمارس النصائح الشفوية، ولا نرى أنها تمتلك أكثر من ذلك بعد أن صفعت أمريكا في أكثر من مكان أهمها القرم وسوريا وفنزويلا..

الساعات الماضية تسببت تصريحات كل الأطراف التهدئة.. فهل اقتنع الجميع بالخسارة الجماعية؟ أم أن حافة الهاوية دائما تؤدي إلى الجلوس إلى المفاوضات؟ التناقض بين أمريكا وإيران جذري وفرق بين الاتفاق وبين التوظيف.. فأمريكا توظف إيران لابتزاز الاشقاء العرب لكن هناك فيتو صهيوني حقيقي ضد امتلاك أي دولة عربية أو إسلامية لأسلحة نووية.. وبالتالي فالتهديدات جادة.. والتهديدات المضادة جادة.. وحجم الخسائر المحتملة تلزم الجميع بالتفكير طويلا قبل إطلاق صافرة الحرب..

السؤال الأهم وهو ما يعنينا مباشرة: متى تتأثر مصر بما يجري؟ نؤكد باليقين أن مصر المستهدف الدائم في أي مؤامرة ضد المنطقة وكلما زادت فرص التقدم في مصر اقتصاديا وعسكريا (يرصد أعداء مصر حتى دور الدولة في الدراما الرمضانية هذا العام وتحجيم الخلاعة والبذاءة).. انتفض أعداء مصر لكن ما علاقتها المباشرة بما يجري؟

نقول: هذا موضوع طويل يحتاج قريبا إن شاء الله وبالخريطة إلى مقال مستقل فهناك نتائج غير مباشرة ومستقبلية لأي مواجهة تحتاج لشرحها تفصيليا!
Advertisements
الجريدة الرسمية