رئيس التحرير
عصام كامل

سر طريق 30 يونيو و«عقلية» الدولة الجديدة في مصر!


ذات نهار كان الطريق إلى الإسماعيلية ومنها إلى بورسعيد ثم إلى دمياط سهلا وجيدا لكنه طويلا إلى حد الملل.. فلم تكن الإسماعيلية هي المقصد كما أن دمياط لها طريق آخر عبر المنصورة.. كان العمل في طريق جديد يبدو من بعيد فضلا وكان الإلمام بتفاصيله ضروريا ضمن المعرفة اللازمة الواجبة لمجمل ما يتم في مصرنا من مشاريع.


وكان السؤال: لماذا طريق جديد وطريق الإسماعيلية القاهرة تم إصلاحه وأصبح جيدا جدا؟ ومن يبحث سيجد الإجابات.. فالطريق من القاهرة - بورسعيد مثلا من خلال طريق القناة أطول من طريق القاهرة الزقازيق أبو كبير، ولكن الأخير غير جيد ويتبقي الطريق الثالث من القاهرة -الإسكندرية الزراعي ثم تغيير المسار من طنطا ومنها إلى المحلة ثم إلى المنصورة ثم دمياط وأخيرا بورسعيد!

باختصار كل هذه الطرق تصل الرحلة الإجمالية القاهرة بورسعيد إلى ثلاث ساعات وضف من نصف ساعة إلى ساعة الا ربع أو ساعة من بورسعيد إلى دمياط !

ما سبق كان التصور القديم للطرق في مصر، وبالتالي حركة السلع والتجارة وليس فقط حركة الأفراد.. الآن جاء وقت التصورات الجديدة لمصر كلها بعد توقف التخطيط في مصر بشكله العلمي -العلمي وليس العشوائي أو بالتنفذ لمصلحة فئة بعينها- لمدة تجاوزت الأربعين عاما.. الآن محور جديد بورسعيد القاهرة طوله 95 كيلومترا! يصل بدمياط من خلال الساحلي الدولي، ويرتبط بالإسماعيلية بطريق جانبي!

الآن يمكنك أن تقطع هذه المسافة لتصل إلى بورسعيد وتنتقص منها للوصول إلى الإسماعيلية وتضيف اليها قليلا لتصل إلى دمياط! والطريق الجديد حر.. أي ساعة وربع على الأكثر تصل إلى المدينة الباسلة من خلال خمس حارات في كل اتجاه ثلاثة منها للسيارات الأجرة والملاكي وحارتان للنقل..

هل القصة لتوفير الوقود؟ طبعا.. ولم لا.. وهل توفير الوقود شيء بسيط؟ ولكن هل القصة لراحة المصريين؟ نعم.. ولم لا.. وهل راحة المصريين شيء يستهان به؟ ولكن وماذا أيضا؟ الإجابة تجدها عندما تعرف أن المشروع بدأ قبل سنوات من خلال جهاز تنمية سيناء! الرغبة في تنميتها بأسرع مما نتخيل لا يتفق مع العقلية القديمة لا للطرق ولا للتنمية!

الطريق -وقد بدأ تجريبيا أمس والحمد لله - وفر فرص عمل لـ 50 ألف عامل مهندس ومحاسب وسائق.. وهذه معلومة إضافية كي نفهم سر الامتصاص الكبير لنسب البطالة في مصر، حتى كسرت حاجز الـ 9 % ولم يزل الانخفاض مستمرا!

هذه هي الدولة الجديدة في مصر!
الجريدة الرسمية