رئيس التحرير
عصام كامل

جمال رشدي يكتب: كل سنة وانت طيب يا ابويا محمد.. ويا خالي حنا


رمضان ليس مناسبة دينية إسلامية فقط، بل مناسبة اجتماعية ينتظرها كل المصريين.. يا جماعة أنا دايمًا أقول إحنا أفضل شعب في تاريخ البشرية، كتير ناس بتضحك عليا لأن من منطلق منظورهم، أن أفضل شعب هو الذي يعيش في رخاء ونعيم وخي، وأنا باقول لهم احنا أفضل شعب لأننا أفضل سلالة بشرية، يعني إيه يا عم جمال أفضل سلالة بشرية ؟!

يا جماعة؛ إحنا بداية التاريخ.. يا جماعة إحنا اللي علمنا البشرية كيف تكون الإنسانية، اخترعنا كل العلوم اللي عايشة عليها البشرية إلى الآن.. يا جماعة إحنا مش طوائف أو قبائل أو أعراق، إحنا لنا جد واحد فقط، عارفين هو مين يا جماعة؟ دا مصرايم ابن حام ابن نوح أول من سكن مصر، علشان كدة تلاقينا كلنا جينات واحدة تصل إلى 98%.

تخيلوا يا جماعة إحنا الشعب الوحيد اللي باقي على وجه الأرض دون تغيير، وكمان حدود دولتنا باقية من غير تغيير، مش مشكلة تغير الأسماء، فالأول كان اسم جدي مينا وحتشبسوت وخفرع ومنقرع، وبعد كدة جينا إحنا أولادهم محمد وحنا، علشان كدة ثقافتنا واحدة، ومناسباتنا واحدة، وأعيادنا واحدة. 

أيوةه يا جماعة، رمضان جانا، المناسبة الجميلة واللمة الحلوة والصحبة والذكريات، مش هانسى أبدًا وأنا طفل ينتظر مدفع رمضان، مش هانسى أبدًا صوت عمي محمد وهو بيلف في شوارعنا، ويقول: اصحى يا نايم، مش هانسى أبدًا لمة الإفطار الحلوة، ومعايا أبويا الحاج محمود، وأبويا الحاج خلف، وعمي مينا وخالي حنا، والصحبة الحلوة وأصدقاء الطفولة؛ أحمد وممدوح ومحمود وسيد وعاطف، ياه وإحنا بنفطر ونشرب عرقسوس، وبعديها نجلس نشرب الشاي، ونسمع فوازير رمضان، فاكرين "فطوطة"، سمير غانم.. طيب فاكرين نيللي.. طيب فاكرين مسلسلات رمضان الجميلة؟!. 

يااااه يا جماعة.. ذكريات حلوة وأنا في الغيط "الزرع مع أبويا"، قبل ما المدفع يضرب، أبويا يجهز الإفطار لعمي محمد، وعمي محمود، وعمي عبد الستار، ويقول: يا جمال يا ابني لم شوية حطب وولع النار وروح هات بلاص مية من الطلمبة، وافرش منديل العيش علشان خلاص المدفع هيضرب بعد شوية، وأعمامك صايمين النهار كله علشان يفطروا ويشربوا كوباية شاي، يااااه أنا فرحان.. أركب الحمار، وأحط البلاص قدامي وطيران على طلمبة المية.. أجيب مية، واجي بسرعة، أبويا محمد يشوفني جي بسرعة يقول لي: اوعى يا جمال يا ابني الحمار يوقعك.. على مهلك الدنيا ماطارتش.. أنا أقول له: يا أبويا محمد، خلاص المدفع هيضرب يللا علشان نفطر. 

تلف الأيام وتدور السنين وجيل يسلم جيل، وما زال المصريين هما المصريين، محبة وتراحم وتلاحم وفرحة وسعادة.. مفيش فرق بين مسلم ولا مسيحي، حتى لو عندنا يهودي أو بوذي أو هندوسي، إحنا شعب محب للحياة، مانعرفش نكون وحشين ولا متطرفين ولا كارهين، قلبنا أبيض.. آخرة الواحد مننا كلمتين، ولكن في الآخر قلب أبيض ورجولة وشهامة وجدعنة.

عاش المصريون.. يفرحون ويهللون يصومون ويصلون.. يعيشون في سلام ووئام.. مفيش حاجة تفرقهم ولا تزعلهم أبدًا، طيب أقولكم على حاجة بمناسبة رمضان؟ مصر أم الدنيا، وفعلا هتبقى قد الدنيا، كل سنة وأبويا محمد ومحمود وخالي حنا وحنين، وكل مصر بكل خير وسلام.
الجريدة الرسمية