رئيس التحرير
عصام كامل

الضحوية في الإفطار ولبن الماعز في سحور مطروح


تختلف تقاليد وعادات شهر رمضان المبارك من محافظة إلى أخرى، بل من قرية إلى أخرى، كما تختلف عند البدو عنها عند الحضر، وفي بحري عنها في قبلي، وكما نشرت مجلة "الثقافة"، عام 1970، عادات وتقاليد رمضان عند البدو في مرسى مطروح، فقالت:

"يبدأ الاستعداد للشهر الكريم بإعداد لحم القديد ويسمى "المجردق"، وهو "اللحم المجفف" لإطعام أهل البيت طوال الشهر منه، وهم يحضرونها بوضعها في الشمس بعد دعكها بالملح حتى يقدد اللحم ويحفظ، وكان أهل القبائل لا يعلمون بقدوم رمضان إلا من خلال طرقهم البدوية الفطرية.
 
كانوا يستقبلون ليلة الرؤية باختيار شخص موثوق في صدقه، ويخرج مع عمدة القبيلة إلى خارج القبيلة، ويرتقيان مكانًا مرتفعًا على أحد الجبال، وتسمى "العلوة"، وما إن تثبت الرؤية يعلن عن قدوم شهر رمضان.

بعد ذلك يبدأ البدو بجمع 30 حصوة من الأرض لحصر عدد أيام رمضان، وتسهيل عده على أبناء المجتمع وصولا إلى ليلة العيد.
ولبدو مطروح عادات في الإفطار، فهو على تمر ولبن، ثم صلاة المغرب، ثم العودة إلى بيوتهم لأخذ قدر من شوربة اللحم الضأن ولقمة من الخبز "المجردق"، ومعه كوب من زردة الشاي الأخضر أو الأحمر. 

وتأتي بعد ذلك صلاة العشاء والتراويح، ثم العودة إلى المنازل حيث الإفطار، ويسمى "الضحوية" مكون من اللحم الضأن والشوربات الساخنة والأرز الأحمر بالصلصة أو المصنوع بالكركم.

بعد الضحوية هناك "الضوية"، وهي عبارة الباحة، وهي مكان للسمر لأهل البيت، بها شبه فانوس مضاء بالنار لاستقبال الضيوف، وهي مصنوع من الزجاج والساج، ومكان يوضع فيه الكيروسين، ثم يقدم الشاي، ويتم تقديمه في "الزقطي"، وهي أكواب صغيرة جدًّا من الزجاج، ويتم عمله على "المنقد"، أي الفحم المشتعل في براد مصنوع من الساج.

لتبدأ بعد ذلك الجلوس على "الديسة"، أي الحصير وحكايات الذكريات والمناقشات والإنشاد الديني حول صواني الشاي، وحلوى "العصيدة" التي تصنع من الدقيق والسمن البلدي ومحلى بعسل البلح، وكذلك "المفروكة"، وهي من الخبز الجاف المعجون بالعسل، وفي السحور يقدم الخبز الجاف مع زيت الزيتون ولبن الخض "لبن الماعز"، المضاف إليه الملح والحلبة.
الجريدة الرسمية