رئيس التحرير
عصام كامل

الفرن البلدي.. منتدى الأسرة بالشتاء في طريقه إلى الاندثار (صور)


قديما كانت كل القرى المصرية تعتمد في طعامها على خبز المنزل المكون من دقيق وحلبة ويسمى الـ"مرحرح"، وبعضهم كانوا يطلقون عليه اسم "بتاو"، واختيار نوعية الذرة كان يتوقف على مستوى الأسرة المادي.


أما علية القوم فكانوا يصنعون خبزهم من دقيق القمح مرتفع التكليف وعالي الجودة، ويختلف إنتاجه عن إنتاج الخبز من الذرة، وكان كل ذلك يجري صناعته في الفرن البلدي.

وحاليا تراجعت صناعة الأفران البلدية حتى كادت تختفي من الوجود، وقابلت "فيتو" أحد أقدم بناة الأفران البلدي في الفيوم، "على شيلابي" أحد شيوخ عزبة المحارقة، التابعة لقرية النصارية بمركز ومدينة أبشواي.

وقال "عم على": إنه بدأ حياته فلاحا، وكان والده يعمل خفيرا نظاميا، ووالدته "لواحظ أحمد جنيدي"، وكان يتحصل على قوت يومه من العمل فلاحا إلى أن طلبته الدولة ليخدم في الجهادية "القوات المسلحة"، وعانت الأسرة كثيرا لغيابه لفترات طويلة أثناء الخدمة.

وأضاف، أنه شارك في حربي 67، و73 وقضى 7 سنوات في خدمة وطنه، ثم التحق بالعمل عامل خدمات معاونة بإحدى مدارس القرية، وتزوج وأنجب 8 أولاد.

وأوضح "عم على"، أن راتب الحكومة كان لا يكفي احتياجات الأسرة، وكان لابد من السعي لإيجاد مصدر جديد للرزق، وكانت صنعة الأفران تستهويني لأن بها نوع من الفن والإبداع فتعلمتها بسهولة.

وأشار إلى أن الفرن يُبنى من الطوب اللبن والطين، وهو عبارة عن قبوة يتوسط تجويفها مسطح يطلق عليه اسم البلاطة، وإشعاله بوضع الحطب أسفل البلاطة وإضرام النار، ويختلف حجم الفرن حسب نوع الخبز سواء كان رغيفا عاديا أو "مرحرح".

وتابع، أن الفرن في الماضي كانت تخصص له حجرة في نهاية المنزل كان يطلق عليها " التنورة"، وكانت الأسرة تجتمع كل ليلة في الشتاء فوق سطح الفرن للتدفئة وكانوا يسمونه منتدى الأسرة.
الجريدة الرسمية