رئيس التحرير
عصام كامل

عامل باليومية: أبويا سبب مرمطتي.. ومريض بالصرع والناس بتخاف مني (صور)

فيتو

منذ نعومة أظافره وهو يتحمل مسئولية نفسه، فرض عليه القدر أن يمتهن وظائف وأنشطة باتت مع الأيام عبئًا جسديًا كبيرًا عليه، فبينما تنعم الشوارع بهدوء الإجازة الرسمية يخرج "نبيل" للبحث عن قوت يومه في أماكن مختلفة تحت ظروف صعبة، فهو لا يعرف عن «عيد العمال» شيئًا سوى أنه يوم عادي.


وأغلقت الحياة أبوابها ودروبها في وجهه منذ أن طلب من والده مبلغًا من المال لإنشاء مشروع خاص، فأبى والده ذلك بحجة تلبية احتياجات زوجته الأخرى وأخوته الستة: "أبويا كان السبب في مرمطتى دي.. كل يوم شغلانة شكل ومفيش مصدر دخل ثابت، بسبب إني طلبت منه مبلغ معين أفتح منه مشروع ورفض يدينى".

وأفنى «نبيل» صاحب الـ 42 عاما عمره متنقلًا من عمل إلى آخر ومن صنعة إلى أخرى متحديًا مصاعب الحياة، فضلًا عن تحمله لمرضه "الصرع" الذي تأتيه نوباته من حين إلى آخر: "وأنا صغير كنت شغال صبي ميكانيكى وجالي صرع، وصاحب الشغل مشاني، ومن ساعتها وأنا مش عارف استقر في شغلانه وشغال باليومية".. يقول نبيل.

يحكي نبيل أنه في إحدى المرات عمل قهوجي، واستغرق تعلمه لتلك المهنة وقتا طويلا حتى ألمَّ بسرها، على حد قوله، وفي أحد الأيام أصابته نوبة الصرع، واضطر على إثرها صاحب العمل أن يطرده ليبقى بعد ذلك في الشارع بدون عمل.

لم يرضخ «نيبل» لوهن الحياة متعففًا عن طلب المساعدة من غيره: "يوم اشتغل خراط ويوم اشتغل ورا سباك أو كهربائي، ويوم ألف على البيوت ألم الروبابيكيا وأبيعها، مش ثابت في مهنة لأن كل ما حد يعرف إن عندي صرع يمشيني من الشغل، مين هيرضى يشغل واحد عنه صرع.. كل الناس بتخاف مني".

تبدأ رحلة العمل عند «نبيل» يوميًا بطقوس شبه رسميّة، حيث يسير على قدميه إلى منطقة «أكل عيشه»، وتستقبله شمس النهار عندّما يصل، ورُبمّا توبخه قليلًا بأشعتها الحامية إذا تأخر عن موعده: «لو في موسم مدارس بفرش قدام مدرسة أبيع أي حاجة أطلع منها فلوس، ولو مفيش بحاول أطلع أي شغلانه ورا صنايعي».. يؤكد نبيل.

باتت مهنة "السايس" عمل لمن لا عمل له، يقول صاحب الـ42: «لما تضيق الدنيا معايا خالص وملاقيش شغلانة أجيب منها لقمتي باقي اليوم، بنزل على أي رصيف واشتغل سايس ساعتين تلاته اطلع باللى فيه النصيب واروح قبل ما حد من بتوع الوحدة المحلية ياخد باله».

لم يكمل الرجل تعليمه الابتدائي، ويقول نبيل في ندم ممزوج بضحكات ساخرة: «كان نفسي أكمل تعليمي وأعرف اقرأ وأكتب، عشان ابقي زى الناس اللى عاملين فيس بوك».

وبالرغم من تقدمه في العمر إلا أنه نتيجة لضيق معيشته بقى بلا زوجة أو ولد: «أنا مش عارف أجمع قرش أتجوز بيه، وبتمنى من ربنا يرزقني بزوجة وولد يكملوا معايا اللي باقى من حياتي ويسندوني، بس خلاص مبينلهاش».
الجريدة الرسمية