رئيس التحرير
عصام كامل

لعب عيال!


أحيانا توصف بعض ممارسات الكبار، بأنها أشبه بلعب العيال.. أي أنها تتضمن تصرفات صغيرة أو أشبه بما يقوم به الأطفال أثناء اللهو واللعب، وبالتالي تخاصم الحكمة وتخلو من الموضوعية.. ولكن من يتابع عن كثب الكثير من الممارسات الآن في مجتمعنا، ابتداء من الممارسات الرياضية إلى الممارسات السياسية، مرورا بالممارسات الفنية، سوف يدهشه أنها صارت أشبه فعلا بلعب العيال.. أي هي ممارسات صغيرة وغير موضوعية ولا ترقي لممارسات الكبار في مجتمعات أخرى غيرنا.


أعرف أن المكائد والمؤامرات والضرب تحت الحزام والتربص، وغير ذلك من أساليب مراوغة موجودة في الكثير من المجتمعات، فهي سمة بشرية.. وتاريخ البشر لا يخلو منها، لكنها تتم في غيرنا من المجتمعات بحنكة ومهارة أكبر وحرفية أيضا.. أي تتم بإتقان، وتكون مستترة ومرسومة ومخططة بعناية ومدبرة بحرص، وتخلو بالطبع من براءة الأطفال، التي تطبع على الأغلب والأعم من تصرفاتنا.

أما عندنا فإن العفوية والاندفاع، مع افتقاد الحنكة والحرفية؛ يحكمون الممارسات المختلفة، حتى السياسية، في مجتمعنا.
انظروا إلى الحال الذي وصل إليه صاحب نادي وهو يكيد إلى ناد آخر كان يحظى برئاسته الفخرية من قبل.. وانظروا أيضا إلى حال رئيس جامعة وهو يزف أخبارا سارة للطلبة.. وانظروا كذلك إلى حال بعض السياسيين وهم يتحاورون حول المستقبل السياسي للبلاد.

وربما يكون ذلك هو أحد أهم مظاهر الاختلاف بيننا وبين العديد من المجتمعات في العالم.. أنه النضج الذي ما زلنا نفتقده في الكثير من ممارساتنا وأنشطتنا.
الجريدة الرسمية