رئيس التحرير
عصام كامل

"الكروشيه" يجمع بين قبطية ومسلمة في صداقة لمدة 20 عاما (فيديو)

فيتو

"تعيش المحبة".. جملة رددتها تهاني وجيه، السيدة القبطية التي تعلمت الكروشيه على يد إحدى الفتيات المسلمات، وربطتهما قصة صداقة ولم تفرق المسافات بينهما حتى بعد زواجهما، فمنذ عدة سنوات تجمعا في أحد دور الرعاية للصم والبكم بالغردقة، وكانت معلمتهما الأولى لفن الكروشيه الذي أصبح طريق تهاني في الحياة.


طرقنا بابها وظللنا لوقت على الباب حتى حضرت أستاذة لغة الإشارة ميرفت سعد إلينا التي تولت الترجمة معنا، وضربت جرس الباب وفتحت تهاني لنا الباب بكل ترحاب، واكتشفنا أن جرس الباب يعمل بنظام الإنارة بمجرد دقه، ينير لها حتى تسرع لفتحه.

وعند الدخول، وجدنا التلفاز على القنوات الدينية القبطية، وأعلاه دولاب خشبي يحمل العديد من كؤوس مهرجان الكرازة، الذي تقيمه الكنيسة القبطية الأثروذكسية سنويًا لمختلف الفئات، وبجوارهم مشغولاتها اليدوية من الكروشية.

صداقة منال وتهاني
وبدأت تهاني حديثها لنا مشيرة بيدها: "تعلمت الكروشيه منذ عدة سنوات قبل زواجي، وبالتحديد عمري كان وقتها نحو 20 عامًا، وفي ذلك الوقت ارتبطت بعلاقة صداقة ومحبة مع صديقه مسلمة، هي التي علمتني الكروشيه، وكنت وقتها المسيحية الوحيدة بين العديد من الفتيات المسلمات، ولكن كانت تربطنا علاقات ودّ ومحبة بيننا جميعًا"، مشيرة إلى أنها كانت تعيش في بداية الأمر بمدينة الغردقة إلى أن تزوجت وجاءت إلى قنا.

وأكملت تهاني بلغة الإشارة أن منال صديقتها المسلمة تتمتع بقلب طيب أبيض، والجميع هناك كان يعيش في محبة ووئام وسلام، وقالت: "كنا نعمل مع بعضنا البعض في الكروشيه وما ننتجه نقوم ببيعه، ورغم قلة ما كنا نكسبة إلا أننا استمتعنا بكل لحظة صداقة، فالمال ليس كل شيء والباقي هو الصدق والوفاء والمحبة".

وتابعت أنها حاليًا منذ أن قدمت إلى قنا تقوم بهذا العمل ولكن لا تبيعه، وكل ما تقوم به هو المشاركة به في مهرجان الكرازة بالكنيسة، للحصول على جوائز فقط، وقالت: "بالفعل حصدنا عدة كؤوس موجودة في هذا الدولاب الخشبي، ففي كل عام أقوم بعمل المنتجات".

ارتفاع أسعار الخيوط
وأشارت تهاني إلى أن أسعار الخيوط ارتفعت بشكل جنوني، فبكرة الخيط الواحدة وصلت إلى 10 جنيهات، لافتة إلى أن الأسعار اختلفت كثيرًا عن السابق وهذا الأمر أصبح عبئا كبيرا عليها، وتستغرق في عمل القطعة الواحدة نحو يومين فقط، وبحسب أيضًا القطعة المطلوب نسجها يتحدد الوقت ولكن في أغلب الأحوال 4 أيام.

وتابعت: "هناك بعض المفروشات تستغرق 3 أيام، ولكنها صعبة؛ مثل مفرش البطيخة، وهو شكل دائري على شكل البطيخة، ويتم تصنيعه بواسطة عدد من الورق المقوى، بالإضافة إلى استخدام البلاستيك حتى يخرج الشكل بطريقة جميلة".

مشاهدة التلفاز
وأشارت تهاني، إلى أن التلفاز لا يتهم كثيرًا بفئات ذي الإعاقة، خاصة "الصم والبكم"، وقالت: "أجد أشياء تتحرك أمامي، ولكن دون فهم أو وعي بطبيعة ما يدور، وحتى القنوات الدينية نفس الشيء، وقمة سعادتي عندما أشاهد مترجم لغة الإشارة في أي مكان، خاصة في ممارسة الطقوس الدينية، فالكثير منا يحتاج إلى شخص يفهمه بأسلوبه".

وأكدت أنها لا تتابع التلفاز بسبب عدم وجود مترجم يفهم ما يدور، وقالت: "نتمنى أن يكون في القنوات جميعها مترجم للمسلسلات والأفلام والصلوات وكل شيء، من حقنا أن نعيش ونفهم وندرك طبيعة ما يدور حولنا، لسنا جهلاء، ولكن ما يحدث إنكار لفئة الصم والبكم التي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع المصري عموما والقنائي خصوصًا".

وأشارت إلى أنها سعدت كثيرًا باهتمام الرئيس السيسي لذوي الإعاقة، فهو أول رئيس يهتم بذوي الإعاقة بهذا الشكل، وقالت: "نأمل منه الكثير، ولكنها حزنت لعدم وجود مترجم للغة الإشارة، ولذا لم تستطيع متابعة الاحتفال الأخير لنفس السبب، لأنها تشاهد صورا تتحرك، ولكن دون كلام حتى ولو بنظام الترجمة على الشاشة".
الجريدة الرسمية