رئيس التحرير
عصام كامل

يونان رزق يحلل شخصية «ابن البلد» في «حكاوي القهاوي»

فيتو

في حلقة من حلقات البرنامج التليفزيونى "حكاوي القهاوي" الذي قدمته المذيعة سامية الإتربى عام 1987، التقت بالمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق وحوار حول شخصية ابن البلد.


قال الدكتور يونان رزق: يتميز ابن البلد دائما بصفات تميزه مثل الشهامة والنجدة للغير وسرعة الانفعال وكلها مميزات ورثها تاريخيا حيث تكون مميزات عصر معين ينتقل بها إلى عصر آخر.

فابن البلد هو توظيف ورثناه بالأساس من القرن الثامن عشر حيث كانت مصر تعج بالغرباء من أتراك وشراكسة ومغاربة ومماليك وشوام، وللتمييز بين المصريين وغيرهم كان يطلق عليهم "أولاد البلد" وليس بالضرورة أن كل ابن بلد فتوة.

تطور دور ابن البلد حتى ظهر من بينهم شخصية "الفتوة "وهم عادة من أبناء الحارات وهم مصريون وكان من الطبيعى أن يكون لكل حارة فتوة يحميها أبناؤها ويتلقى في المقابل شكل من أشكال المقابل المادى.

ظل الناس الذين يعيشون في الأحياء القديمة محتفظين بقيمهم وتقاليدهم وطريقتهم في الحياة الجلابية البلدى وللمرأة الملاية اللف والمنديل أبو أوية.. يطلق عليهم توصيف أولاد البلد.

بعد انتهاء نظام الحارات بدأ ظهور نوع من الفتوات يأخذ مقابل عن عدم اعتدائه على الآخرين وهذه الشخصية لها تعريف آخر وهو "البلطجى" الذي يأخذ حقوق دون أن يؤدى واجبات.

مفهوم الحارة في القرن 19 كان يقوم على أساس وحدة اقتصادية واجتماعية تجمع فئة من الناس من جنس معين تربطهم وظائف معينة وهى فئة منغلقة على نفسها لكن داخل الحارة الأبواب مفتوحة على بعض.. أنا النهاردة وأنت بكرة.

وقد عبر الرسام رخا في رسوماته الكاريكاتيرية أصدق تعبير عن شخصيتى ابن البلد وبنت البلد حيث الشهامة والجدعنة والرجولة والعدل.

تتكون الحارة من دروب وأزقة وعطفات وكلها تخرج من مكان واحد هو باب الحارة الذي يغلق بعد صلاة المغرب ليفتح عند أذان الفجر.

أما شخصية بنت البلد فهى مفهوم عصرى منتصف القرن 19 وهى ست بيت بالمعنى العام وهى سيدة شديدة التقارب في السكن من بيت اهلها وتسكن أيضا في حيز واحد مع اسرة زوجها، ودرجة العلاقة بينهما كانت حميمة عكس الآن.

أما أولاد الناس فهو تعبير شاع في القرن الـ19 على أبناء المماليك الذين فتك بهم محمد على في المذبحة الشهيرة لكن هناك فرق بينه وبين ابن البلد، وأطلق الاسم بعد ذلك على ناس من أصول أرستقراطية.
الجريدة الرسمية