رئيس التحرير
عصام كامل

«كي الثدي» عادة أفريقية تنتشر أوروبيا لحماية الفتيات من الذئاب البشرية

فيتو

بحسب عدة تقارير إعلامية يبدو أن ختان النساء ليس الجريمة الوحيدة ضد المرأة، فكما تقوم بعض الشعوب بعمليات «ختان الإناث» بحجة الحفاظ على العفة، تقوم شعوب أخرى بكي ثدي الفتاة لحمايتها من التحرش والاغتصاب.


منعًا للتحرش
ويطال هذا الإجراء عشرات النساء في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية والأفريقية، بذريعة حماية شرف العائلة ومنعًا لتعرض الفتاة للتحرش حيث إنه وفقًا لآخر تقارير لمنظمة الأمم المتحدة فإن هذا الفعل الوحشي يطال نحو ٣.٨ مليون سيدة وفتاة حول العالم، وهي أوسع انتشارا في الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا.

حجر العذاب
وعلى الرغم من أن ظاهرة "كي الصدر" عادة أفريقية قديمة، إلا أنها انتشرت في عدد من الدول الأوروبية ومن بينها بريطانيا، حيث تقوم الأمهات والجدات باستخدام أحجار أو ملاعق كبيرة وتسخينها على الفحم لتصل لدرجة حرارة عالية جدا، ثم يتم كي ثدي الفتاة بها، لتشوية الأنسجة وتسطيحها، حتى تفقد مظهرها الأنثوي، وتستغرق العملية من يومين إلى أسبوعين ويتم تكرارها حتى لا ينمو الثدي بشكل طبيعي فلا تثير الشابة أي شهوة جنسية لدى الرجال، وفي بعض الأحيان، يكررن الممارسة بشكل أسبوعي إلى أن يلاحظن تأثيرها على الثدي، الأمر الذي تعتبره بعض المنظمات الحقوقية تشويها واعتداء جسديا.

رفض أوروبي
وعبرت نيكي مورجان، عضوة مجلس العموم عن حزب المحافظين، عن رفضها لهذه العادة الوحشية وطالبت المعلمين بضرورة اتخاذ إجراءات للعلم بهذه الانتهاكات المحزنة، وأن يكون لهم دور مهم في مكافحتها.

ومن جانبها أكدت وزارة الداخلية البريطانية أن من واجب المعلمين الإبلاغ عن أي مخاوف حيال تعرض الفتيات لهذه الممارسات.
وأضافت كيري تانكس، الرئيسة المشاركة للاتحاد الوطني للتعليم:" يجب على طواقم العمل بالمدارس خاصة معلمي ومعلمات التربية البدنية بتعلم كيفية ملاحظة علامات كي الثديين، كما شددت على ضرورة نشر الوعي بجميع المدارس بهذا الإجراء بالطريقة نفسها التي يتم بها التوعية بقضية ختان الإناث بحلول عام 2020، ليكون جزءا إجباريا من حصص تعليم العلاقات والجنس في المدارس الثانوية في بريطانيا.

مأساة فتاة
وتحكي فتاة تدعي " كينايا" تعود أصولها إلى غرب أفريقيا تعرضت لكي الثديين وهي في العاشرة من عمرها، مضيفة أن والدتها هددتها بأنها إن لم تقم بهذا الإجراء فسوف يتردد عليها الرجال للتحرش بها.

وتابعت كينابا: "لا يستطيع الزمن أن يمحو هذا النوع من الألم لذلك كنت حريصة على ألا أعرض ابنتي لهذا الألم الدائم، حيث إن حينها كان حتى الصراخ غير مسموح به تجنبًا لجلب العار للأهل وكي لا يتم وصفي بالفتاة الضعيفة "، مؤكدة أنها قررت ترك بلادها مؤخرًا والهجرة بعيدًا عن أسرتها مخافة أن ينفذوا عملية كي الثديين لبناتها دون موافقتها.

جدير بالذكر أن العائلات في الكاميرون كانوا يلجأؤون لحماية أنفسهن من الاغتصاب على يد مقاتلى حركة "بوكو حرام" الإرهابية، وتجنبًا لوقوعهم ضحايا في يد عناصر إجرامية تلتحف بالدين الإسلامي لستر عورة جرائمها المروعة، وبدأ "كي الثدي" بالانتشار بين الآباء الذي يأملون في الحفاظ على بناتهم من أيدي المقاتلين الوحشيين في تنظيم "بوكو حرام".

وكان تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في الكاميرون عام 2014، قد ربط "كي الثدي" بعادة ختان الإناث، وقال إن له آثارا جسدية ونفسية ضارة منها الألم والدمامل والجروح البدنية والنفسية.
الجريدة الرسمية