رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأم المثالية بقنا.. تزوجت في عمر 14 عاما وطلقت مرتين

فيتو

لا تزال نساء الصعيد تضربن المثل في الكفاح والصبر على تحمل الكثير من التركة الثقيلة التي خلفتها الكثير من العادات والتقاليد. منعتها ظروفها الاجتماعية من استكمال تعليمها، واضطرت إلى الزواج في عمر 14 عامًا من أحد أقاربها الذي كان يعاني مرضًا نفسيًا خضوعًا للتقاليد الصعيدية، وبعد مرور شهر من الزواج طلقت منه وهى مازالت آنسة، وبعدها تزوجت برجل متزوج ولديه ثلاثة أولاد.


العام الأول
بعد مضي عام من الزواج أنجبت "حسانية" ابنتها الأولى، وبعدها بثلاث سنوات أنجبت الابن الثاني، وبعد ثلاث سنوات أخرى أنجبت الابنة الثالثة، والتي ولدت بإعاقة في رجلها اليسرى بسبب ضرب الزوج للأم في بطنها أثناء فترة الحمل، وكان زوجها يرفض تعليم الابنة الكبرى، ومصر على ذلك، ولكن بعد عدة محاولات استطاعت الأم التقديم للابنة الكبرى بالمدرسة، وكذلك بالنسبة للابن الثاني.

وتفاقمت المشكلات بين الزوجين، وذلك لعدم الاهتمام بها وعدم الإنفاق عليها وعلى الأبناء، حيث كان يعطيها 100 جنيه فقط، مما اضطرها إلى تربية الطيور للإنفاق على أبنائها.

أزمة الطلاق
تلك الظروف جعلت حسانية تفكر في الطلاق وهى لم تبلغ من العمر 24 عامًا، ورفضت الزواج مرة أخرى حتى تربي أبناءها، وقدمت على معاش مطلقات وكان يبلغ في ذلك الوقت 18 جنيها، ويبدو أن القدر يلاحق حسانية دائما بالسيئ، حيث توفيت والدتها بعد معاناة مع مرض السرطان وكانت تقوم برعايتها والسهر على راحتها.

وعندما وصلت الابنة الكبرى مرحلة الثانوية العامة قامت حسانيه بتزويجها من رجل يعمل بالخارج، ولكن مرت الابنة بنفس ظروفها القاسية، بالإضافة إلى رفض زوج الابنة استكمالها للتعليم، وأصبحت على وشك الطلاق وهي لم تبلغ من العمر 17 عاما أثناء اختبار الثانوية العامة، إلا أنها رفعت عدة دعاوى للحصول على الطلاق.

المرض بسبب زواج الابنة
أصيبت حسانية بحالة نفسية سيئة بالإضافة إلى مرضها بالروماتويد وجفاف العين بسبب حزنها وإحساسها بالذنب نحو تزويج ابنتها في سن مبكرة.

وساعدت ابنتها في فتح مشروع صغير بالمنزل وذلك بعد حصولها على الطلاق وتنازلها عن جميع حقوقها، ونما المشروع الصغير وأصبحت تبيع الملابس الجاهزة في المنزل ولها استقلالها المادي والخاص بها، ولم يقتصر اهتمامها على الابنة الكبرى فقط، حيث حصلت على بكالوريوس التجارة ولكن جاهدت حتى تخرج الابن في كلية الحقوق وحصل على درجة الماجستير، ويحضر الدكتوراه حاليًا، والابنة الصغرى حصلت على ليسانس الآداب ودبلوم تربوي ودبلومة خاصة.

وتزوجت الابنة الصغرى بمجهوداتها، حيث لم يقدم لهم الأب أي مساعدة، ولم يحضر فرح ابنته الصغرى، ومازالت "حسانية" مستمرة في رحلة عطائها نحو أبنائها.
Advertisements
الجريدة الرسمية