رئيس التحرير
عصام كامل

الشباب يسيطرون على وزارة الأوقاف.. مختار جمعة يقود خطة تمكين الأجيال الجديدة.. والديوان العام محل الاختبار.. «فهمي» رجال المهام الصعبة.. و«أبيدي» يسير على نهج «الشعراوي»

فيتو

على غير ما جرت العادة، سَن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، سُنة جديدة في الوزارة، حيث تجاهل «جمعة» سياسة اكتفاء الوزير بالتواجد منفردًا تحت الأضواء، وعمل خلال السنوات الست الماضية على إرساء قواعد جديدة في إدارة الوزارة.


تمكين الشباب
«جمعة» طوال سنوات توليه حقيبة «الأوقاف» عمل جاهدًا لتمكين الشباب بشكل مستمر لإدارة الوزارة فيما بعد، وذلك على النقيض تماما للوزراء الذين سبقوه، ففي فترة الوزير الإخواني الدكتور طلعت عفيفي، كان التمكين يجري لقيادات الجماعة التي كانت تعلم مدى أهمية الوزارة في تشكيل الوعي العام، فكان التمكين في الإدارات ومفاصل الوزارة لجمال سلطان، وسلامة عبد القوى وغيرهم.

ودخل شباب الأئمة والدعاة في حروب شرسة ضد أخونة الديوان العام، أما الوزير الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فقد كان منشغلا بقضايا عصره، حيث صدرت قرارات عدة في عهده منها ضم المساجد الأهلية، ومنع التظاهر داخل دور العبادة، وتطبيق مشروع الأذان الموحد.

الديوان العام
منذ اللحظات الأولى له داخل الديوان العام لوزارة الأوقاف أدرك «جمعة» حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، واستطاع مع فريق العمل بالمديريات والجهات المعنية تطهير الوزارة والديوان العام من طيور الظلام وأصحاب الأجندات والفكر المتطرف، وكانت تلك هي المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فقد أسس خلالها الوزير خلية «عمل شبابية» داخل الديوان العام.

والمتابع الجيد للملف الديني يدرك أن الوزير صنع كوادر حقيقية، وأعطى لها فرصة كبيرة في الظهور على القنوات الفضائية والإذاعة والتليفزيون، بعد دورات إعلامية وتدريبية مكثفة، ومنهم الدكتور أشرف فهمي، مدير عام التدريب بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة، والدكتور أيمن أبو عمر، مدير عام الإدارة العامة للمتابعة الفنية، والشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص السابق، والدكتور هشام عبد العزيز، مدير الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم، والدكتور خالد غانم، مدير المركز الإعلامي، وأصبحت تلك الكوادر وغيرها تنافس الوجوه التقليدية للأزهر والإفتاء على الشاشة والإذاعة وفي الصحف.

أشرف فهمي
ويعتبر أشرف فهمي موسى، من النماذج البارزة في وزارة الأوقاف، وكان ولا يزال المستشار والساعد الأيمن لوزير الأوقاف في تنظيم المؤتمرات الدولية والمسابقات العالمية بالوزارة، حيث تدرج في العمل القيادي داخل الوزارة، وتولى عدة مناصب منها مدير عام متابعة شئون التكليفات بالجهات السيادية، ثم مدير المتابعة الفنية لمكتب الوزير، ومنها إلى تولي حقيبة الإدارة العامة للتدريب في الأكاديمية العالمية للأوقاف في 6 أكتوبر.

الدكتور أشرف موسى أكد أن «ضم حملة الماجستير والدكتوراه أسهم بشكل كبير في دفع الوزارة للأمام، لأن فيهم الكفاءات العلمية والإدارية والعملية، إضافة إلى بث روح الانتماء والولاء عند الدعاة، والتي تعود بالإيجاب على الدعوة، وتجديد الخطاب الديني»، مشددًا على أن «أكاديمية الأوقاف ستساهم في تخريج داعية مستنير وواعٍ بكافة قضايا ومستجدات العصر الذي نعيش فيه».

وأضاف: وزير الأوقاف حريص على تطوير مستوى أئمة وخطباء المساجد والعاملين في الوزارة من خلال الدورات التدريبية المكثفة التي تجري لجميع العاملين بالوزارة، لرفع المستوى العلمي سواء في مجال اللغات الأجنبية والحاسب الآلي وحروب الجيل الرابع، والأكاديمية ستستقبل أئمة من مصر وأفريقيا وجميع دول العالم، ويشارك «فهمي» في العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية بالقنوات الرسمية والفضائية الخاصة وإذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى كتابة المقالات في الصحف.

الأبيدي
أما الشيخ محمود الأبيدي، ابن قرية «أويش الحجر» مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، والذي حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، وإمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص السابق، فيمكن القول إنه يسير على نهج إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والإمام أبو حامد الغزالي، والدكتور عبد الحليم محمود، فهو أحد أبرز الدعاة الجدد الذين استطاعوا فرض أنفسهم على الساحة الدعوية خلال السنوات الأخيرة، ما دفع وزير الأوقاف للاستعانة به في المدارس العلمية، بعد أن أسس الرواق الأزهري ونجح فيه بالمنصورة.

يؤمن «الأبيدي» بأن الداعية يجب أن يكون في كل مكان سواء الشارع أو الجامعة أو على القهوة، أو من خلال التليفزيون أو الإنترنت، وقد حصل «الأبيدي» على دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والإنترنت، أهلته للتمتع بثقافة شبابية جديدة، استطاع من خلالها مواكبة العصر والحدث والحفاظ على تراث الماضى، ودخل الإعلام في عام 2011 وقدم برامج خاصة وبرامج متنوعة على التليفزيون الرسمى والإذاعة المصرية وبعض الإذاعات الدولية والعربية.

وأكد «الأبيدي» أن وزير الأوقاف يعمل على تصدر القيادات الشابة للمشهد، وبدأ في جلب القيادات الدعوية الشابة من المنيا والمنصورة والإسكندرية والبحيرة، وتقلدهم أماكن قيادية في الوزارة ثم المساجد الكبرى الخاصة بـ«آل البيت».
الجريدة الرسمية