رئيس التحرير
عصام كامل

طرق التعامل مع ابنتك التي تجاوزت الثلاثين دون زواج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من المشكلات التي أصبحت تواجهنا في مجتمعاتنا العربية ارتفاع سن الزواج، فنجد الكثير من الفتيات تخطت سن الثلاثين دون زواج، الأمر الذي يصيب الآباء – وبشكل خاص الأم – بالخوف من شبح العنوسة، فكل أم تتمنى أن تتزوج ابنتها وأن تكون أسرة خلال مرحلة العشرينيات من العمر.


وأرجع خبراء النفس والاجتماع سبب تأخر سن الزواج إلى العديد من الأسباب، منها الحالة الاقتصادية، وغلاء المعيشة، فأصبحت تكاليف الزواج فوق قدرات الكثير من الشباب، إلى جانب أن الوعي المجتمعي للفتيات، وخروجهن للعمل جعل طموحاتهن لا تتوقف عند الزواج وتكوين أسرة فقط، إلى جانب أن مقاييس اختيار شريك الحياة اختلفت.

ولكن ما زالت الفتاة تواجه ضغوطا مجتمعية نتيجة تأخر سن زواجها، فالأم تطاردها دائما برغبتها في زواجها مبكرا، ونظرات النساء من الجارات والقريبات، ودعوات الزواج المستمرة، كلها أمور تصيب الفتاة بالإحباط.

وتؤكد الدكتورة عبلة إبراهيم، مستشارة العلاقات الأسرية، أستاذ التربية أنه لابد أن تدرك كل أم أن الفتاة التي ترفض الزواج أو على الأقل ترفض من يتقدمون للزواج منها، لعدم استيفائهم الشروط التي تضعها هي، لابد من دعمها واحتوائها، حتى لا تصاب بالاكتئاب أو خيبة الأمل، وهذا هو دور الأم.

وتقدم د. عبلة، في السطور التالية، مجموعة من النصائح لكل أم لديها فتاة تجاوزت سن الثلاثين دون الزواج أو الارتباط، حتى تكون داعمة، وسندا لها، بدلا من أن تمثل عبئا على نفسيتها.

- يجب على الأم أن تعي جيدا سبب رفض ابنتها للزواج، فإن كان السبب أنها لم تجد بعد الرجل الذي تبحث عنه، والذي تتوافر فيه صفات الرجولة وتحمل المسئولية، فلابد أن تدعمها في رأيها، لأن الزواج رحلة طويلة تحتاج شريكا قادرا على تحمل المسئولية.

- وإن كان رفض الفتاة للزواج يرجع إلى بحثها عن عريس غني فقط، يحقق لها أحلام مادية، لابد للأم وقتها أن تتناقش مع ابنتها حول تفاصيل الحياة الزوجية، وضرورة أن تتوافر في الرجل مواصفات تتعلق بشخصيته لا ظروفه المادية، وأن تضرب لها أمثلة من تجارب حقيقية تثبت نظريتها، فالاعتماد على المستوى المادي في تقييم الرجل يضع الفتاة في مغامرة غير محسوبة العواقب.

- أما إن كان رفض الفتاة للزواج نتجية عقدة من الحياة الزوجية نفسها، كالخوف من الفشل أو الطلاق الذي انتشر بطريقة مخيفة، فلابد للأم أن تتحاور مع ابنتها، وكذلك الأب، ومن الممكن اللجوء لأحد المتخصصين لتغيير هذه النظرة التشاؤمية، مع ضرب أمثلة لعلاقات ناجحة في الواقع المحيط.

- يجب على الأم ألا تطارد ابنتها بدعواتها المتكررة بالزواج؛ لأن مجرد هذه الدعوة تمثل عبئًا نفسيًّا على الفتاة، ويصيبها بخيبة الأمل في علاقتها بأمها، فتشعر أنها ما زالت لا تستوعب عقليتها.

- إن كانت الفتاة تتمنى الزواج لكنها لم تجد الشخص المناسب، وهذا يسبب لها الخوف من شبح العنوسة، فيجب على الأم أن تدعم ابنتها بالحوار الحنون ودعم ثقتها بنفسها.

كما يمكنها أن تملأ حياة ابنتها بالأهداف الإيجابية بعيدًا عن الزواج، كتعلم مهارات جديدة، وخوض دورات تدريبية في العديد من المجالات المفيدة، حتى تملأ حياتها ووقتها، ولا تجعلها جالسة تنتظر العريس المنتظر.
الجريدة الرسمية