رئيس التحرير
عصام كامل

5 صور ترصد كارثة العبارة السلام 98 بعد 13 عاما من غرقها

فيتو

شهدت مياه البحر الأحمر العديد من حوادث السفن التي خلفت أعدادًا كبيرة من الضحايا، منها غرق العبارة سالم إكسبريس في عام 1991 والتي غرقت أمام السواحل المصرية بعد الارتطام بشعاب مرجانية وخلفت ورائها مصرع 464 مصري، وأصبح الحطام الغارق للسفينة الآن معلَمًا لرياضة الغوص.


وفي 17 أكتوبر 2005 غرقت العبارة "فخر السلام 95"، في مياه البحر الأحمر بعد اصطدامها بشاحنة قبرصية وفي تلك الحادثة قُتل شخصان وأصيب 40 آخرون، بعضهم من التدافع لمحاولة مغادرة العبارة إلا أنه يعتبر غرق السفينة السلام 98 على رأس تلك الكوارث.

وكانت العبارة السلام 98 عبارة بحرية مصرية عائدة لشركة السلام للنقل البحري، غرقت يوم الخميس 4 محرم 1427هـ الموافق3 فبراير 2006 في البحر الأحمر، وهي في طريقها من ضبا المدينة السعودية العائدة من منطقة تبوك إلى سفاجا.

وكانت السفينة تحمل 1312 مسافرًا و98 من طاقم السفينة وكانت هناك آراء متضاربة عن العدد الإجمالي للأشخاص الذين كانوا على متن السفينة وأكد محافظ البحر الأحمر وقتها أن العبارة كانت تقل 1415 شخصًا بينهم 1310 من الرعايا المصريين بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 فردًا.

وكان معظم المسافرين مواطنون مصريون كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضًا 220 سيارة على متنها.

وتم بناء السفينة في عام 1970 من قبل شركة Italcantieri S.p.A لصنع السفن الكبيرة في إيطاليا وأطلقت الشركة تسمية بوكاشيو Boccaccio على السفينة وكانت تستعمل في البداية للرحلات البحرية المحلية داخل المياه الإيطالية وكان طول السفينة 131 متر وكانت السرعة القصوى للسفينة 19 عقدة وقوة محركها 16،560 كيلو واط وكانت سعتها آنذاك 500 راكب و200 سيارة، تم تطوير السفينة في عام 1991 لتتسع لعدد أكبر من المسافرين وبلغت السعة النهائية 1300 راكب و320 سيارة، قامت شركة السلام بشراء هذه السفينة في عام 1998 وأطلقت على السفينة اسم السلام بوكاشيو 98.

وفى نفس ذلك اليوم منذ 13 عاما في 3 فبراير 2006 اختفت العبارة السلام 98 على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة إلى أن حريقًا نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق والتي يمكن اختصارها بالتالي:

تضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران حيث قالت مصادر إن النيران اشتعلت في غرفة المحركات بينما قالت مصادر أخرى أن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وتمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل "كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة والذي انتشر بشدة وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.

والسفينة كانت مرخصة للعمل حتى عام 2010 وتلتزم بشروط الأمن والسلامة حسب ناطق باسم شركة السلام وثبت بعد ذلك أن الكثير من العبارات والسفن المصرح لها بالعمل ينقصها الكثير من عوامل الأمان الضرورية كما أنه يتم تحميلها بأكثر من حمولتها وكانت الظروف الجوية جيدة للملاحة حسب تقارير الأحوال الجوية التي سجلت 24 عقدة لسرعة الريح وحرارة 25 درجة مئوية للماء ورؤية جيدة للأفق لمسافة 10 كم.

وكانت غرفة عمليات الإنقاذ في اسكتلندا التقطت أول إشارات الإغاثة التلقائية من السفينة وقامت بنقلها عبر فرنسا إلى مصر، وتم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين استمعت خلالها المحكمة لمسئولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحري.

وجرى الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين.

وفي الساعة 23:58 UTC من 3 فبراير 2006 التقطت غرفة الإنقاذ الجوية-البحرية التابعة لسلاح الجو البريطاني في مدينة كِنْلوس Kinloss في اسكتلندا إشارات استغاثة اوتوماتيكية ساتلية من السفينة وقامت الغرفة بنقل الإشارات إلى مصر عن طريق فرنسا.

وعشرات الجثث الطافية على سطح البحر الأحمر في ذلك اليوم قامت 4 فرقاطات مصرية بعمليات البحث والإنقاذ وقامت السفينة الحربية البريطانية HMS Bulwark بالانحراف عن مسارها المعتاد للمساعدة في عمليات الإنقاذ

وافقت مصر على عرض للمساعدة قدمته طائرة الاستطلاع الأمريكية P-3 Orion بعدما كانت فضت العرض قائلة إنه لا حاجة للمساعدة، وكانت هناك تقارير عن قيام قبطان بنغالي بإنقاذ 33 من ركاب العبارة، وأنقذت القوات السعودية مكونة من القوات البحرية التي شاركت بعدد من سفن الفرقاطات والطيران العمودي والدفاع المدني وحرس الحدود السعودي بإنقاذ 44 مواطن سعودي و113 مواطن مصري وحملهم من البحر إلى الأراضي السعودية باستخدام عشرين طائرة مروحية وعلاجهم.

وتمكنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة السلام 98 وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعدة في إنقاذ السفينة من الغرق وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالاتجاه لليسار في محاولة لإعادة الإتزان للعبارة وتبين أيضًا أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطر مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله" التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت.
الجريدة الرسمية