رئيس التحرير
عصام كامل

التطبيع.. كلمة السر في وصول اليمين الإسرائيلي للحكم مجددا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"التطبيع" كلمة مهمة في معادلة الانتخابات الإسرائيلية، فهى وسيلة يستخدمها اليمين الإسرائيلي المتطرف لكسب أصوات الناخبين من أجل استمراره في الحكم، ومع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في أبريل المقبل.


وبدأت أصوات اليمين تتعالى وعلى رأسه زعيم حزب الليكود الحاكم اليميني المتطرف ورئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بأن التطبيع الرسمي مع العرب قادم لا محالة حتى بدون حل عادل للقضية الفلسطينية.

تعزيز مكانة اليمين
اليمين المتطرف المتحكم في صنع القرار في إسرائيل والرافض لأى تسويات أو تنازلات لخدمة القضية الفلسطينية يزعم زورًا أن العرب مستعدون للتطبيع مع إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، هذه الأحاديث التي يروجها الإعلام اليميني المتطرف تهدف إلى تعزيز مكانة اليمين الإسرائيلي وضمان بقائه في الحكم عبر محاصرة المعارضة سواء اليسار والوسط.

ومن أبرز المزاعم التي يروجها اليمين من أجل استغلال العرب وكلمة "التطبيع" تحديدًا من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة هي أن أنظمة الحكم العربية تبدي اهتماما بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل حتى مع استمرار عمليات تهويد القدس والاستيطان الصهيوني المستوحش في الأراضي المحتلة.

وفي الوقت الذي وصلت فيه المساعي الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى أوجها، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتحفظ دول العالم والدول العربية من هذا النهج تسعى إسرائيل لإثبات مزاعم أن العرب غير مبالين بكل ذلك ويطمحون في التطبيع، وكل ذلك استهلاك محلي لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي.

ويضع الاحتلال نصب عينيه من خلال الترويج للتطبيع إلى تحسين مكانته الإقليمية وتعديل صورته المشوهة دوليًا، فضلًا عن محاولات نتنياهو إرسال رسالة للعالم مفادها أن العرب لم يعد يهمهم القضية الفلسطينية وبالتالي تجاهلوها أنتم أيضًا.

الصراع مع اليسار
كما أن الحديث عن التطبيع يظل وليمة شهية يستغلها اليمين الإسرائيلي في صراعه مع اليسار وكسب أرضية لدى الجمهور لتحقيق مكسب انتخابي، وخلافًا، للسنوات الماضية، التي اعتمد فيها نتنياهو في حملاته الانتخابية بشكل كبير على دماء الفلسطينيين وإشعال الجبهات المختلفة واللعب بمصطلحات الحرب والتصعيد فإن هذه المرة الوضع مختلف، فإن اللعب الآن على وتر المصالح المشتركة مع العرب والتطبيع معهم وفك حصار العزلة عن إسرائيل بالتقارب مع العرب والتطبيع العلني، وهذه هي أقوى ورقة لنتنياو حاليًا خلال الانتخابات.

وقال نتنياهو إنه معني بالتطبيع مع الدول العربية، وأن هدفه التقارب مع المغرب كجزء من هذا الاهتمام بالتقارب مع العالمين العربي والإسلامي وذلك ضمن "صفقة القرن".

كما كشف الإعلام الإسرائيلي عن جهود نتنياهو لإقناع المملكة العربية السعودية لجعل العلاقات مع إسرائيل علانية، وهذه محاولة اليمين لتوظيف تلك الدعاية من أجل الانتخابات، ويراهن نتنياهو على نجاح فكرة التطبيع في فوزه بالانتخابات.
الجريدة الرسمية