رئيس التحرير
عصام كامل

"الدين لله.. والرحمة للجميع.. قبطي يرعي متشرد 8 سنوات بالمنيا (فيديو وصور)

فيتو

لا يهمني اسمك، لا يهمني عنوانك، لا يهمني لونك ولا ميلادك، مكانك، يهمني الإنسان، ولو ما لوش عنوان، تلك كلمات تغنى بها الفنان محمد منير، وعلى غرارها الكثير، فى ظل محاولة الجماعات المتطرفة التأكيد على أن "المنيا محافظة الدم والنار والفتن الطائفية"، إلا أن "سعد شحاتة أيوب" ضرب مثلا عن التسامح والرحمة دون التفريق بين الأديان، ففي ظل مساهمة "فيتو" فى مبادرة "بلا مأوي" التابعة لـ"حياة كريمة"، تقابلنا مع أحد الحالات فى ويدعى "أيمن"، وحاولنا التقرب منه فنهر مراسلنا، وقدم أهالي المنطقة النصيحة قائلين: «لو عاوز تقرب منه لازم عم سعد أيوب يكون موجود». 

من هنا علمنا أن "سعد شحاتة أيوب خليل"، الموظف بمحطة البحوث الزراعية، هو المسئول عن تلك الحالة، وهو المكلف بمراعاته ومأكله ومشربه وملبسه، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع تهذيب شعره ولحيته وتنظيفه، وهو الذى يحاكيه ويتحاكى معه.

في البداية يقول "تيمور عبد الله"، موظف، "أيمن" هو اسم أطلقناه علي المتشرد لأنه يجهل اسمه الحقيقي، حيث أنه وصل إلى  ملوى منذ ثمانية أعوام، كان مصاب بحاله نفسية بين الحين والآخر، وكان دائم الاعتداء على السيدات بالضرب، وتم طرده من منطقة الحلاجة، وجاء على سور "البحوث الزراعية، وهو بحالة متردية، كثيف الشعر وطويل اللحية ومريض، وكانت عيناه مختبئة من كثافة شعره وملابسه تملئها الثقوب.

وأضاف عبد الله، أن المسيحي "سعد شحاتة"، أخذه إلى المسجد المجاور ودخل للحمامات، وقرر أن ينظفه ويهذب لحيته وشعره دون أي شعور بالاشمئزاز من حالة أيمن، وسط ذهول القائمين على المسجد، ومن هنا نشبت علاقة الود بين "أيمن" لـ"سعد"، وهو الوحيد الذى يستطيع السيطرة على "أيمن" عندما يحاول الاعتداء على أحد  المارة.

وأضاف أن سعد يحرص يوميًا على جلب المأكل والمشرب لـ"أيمن"، دون أن يقصر معه فى أي يوم، ويساعده دون النظر لديانة، أيمن المسلم، موضحًا أن «القلوب الطاهرة لا تفرق بين الأديان».

وفى السياق ذاته توصلت «فيتو» مع "سعد شحاتة أيوب خليل"، وقال انه بين الحين والأخر، يعتدي أيمن بالضرب على السيدات فقرر مجموعة من المواطنين بعد واقعة اعتدائه على أحد السيدات أن يأخذوه إلى الطريق الصحراوي الشرقي ويتركوه هناك، وظل أيمن 3 أيام هناك بدون مأكل أو مشرب، حتى عثر عليه أحد سائقي التاكسي وأبلغه، وتوجه مع بعض أصدقاءه إلى الصحراوي، وحضروا به إلى منطقة البحوث الزراعية وتم تجهيز خيمة لهم، مضيفًا  أنه أوقات كثيرة يصبح على طبيعته، وأخرى تتبدل شخصيته ويحاول الاعتداء على المارة، وبين حين وآخر يردد "بس يلا.. أنت متعرفش أنا مين.. ماشى يا صفاء.. آجى من أفغانستان واشطب شقة مية مية.. وانتى تعملى فيا كده.. ماشي يا كابتن أيمن كله مصدقها هي ومحدش مصدقنى أنا.. ماشي يا حج سيد"، مشيرًا أنه من الواضح عليه أنه تعرض لصدمة فى امرأة.

جدير بالذكر أن أحمد عبيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي زار خلال حملة "بلا مأوى"، المتشرد الذي أطلق عليه الأهالي اسم "أيمن" فى خيمته، ووعد بأنه سوف يصطحبه ولكن بعد التنسيق مع مستشفي الطب النفسي في المنيا، لأنه يحتاج إلى رعاية طبية نفسية.
الجريدة الرسمية