رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف وهبي يتهم توفيق الحكيم بالفشل والنفاق

يوسف وهبي وتوفيق
يوسف وهبي وتوفيق الحكيم

في عام 1935 عرضت مسرحية "أهل الكهف" التي كتبها الأديب توفيق الحكيم وأخرجها للمسرح زكى طليمات.


وأشاد العالم بطريقة طليمات في إخراج المسرحية خاصة بعد بموافقة الشاعر خليل مطران مدير الفرقة القومية على اختيار هذه المسرحية.

ونشرت مجلة كوكب الشرق في يناير عام 1935 خطابا كتبه توفيق الحكيم إلى خليل مطران قال فيه:

أحب أن أثبت كتابة تهنئتى لك بهذا الفوز المبين، لقد شاهدت عرض الافتتاح وقد تبينت أن ألامر أجل من أن يكون أمر قصة وفرقة وإنما هو أمر إقرار مذهب من مذاهب التمثيل لم يكن مألوفا في مصر والشرق العربى.

فقد كان من المعروف لجمهورنا من قبل أن المسارح مجال للمتعة الرخيصة الزائلة لا المتعة العقلية البانية حتى قصص شكسبير وأمثالها.

إلا إنك يا مطران بك أمسكت بالزمام أمام صناعة المسرح كأنما أراد القدر أن يبين للناس أن التمثيل هو الأفضل من كتاب الأدب العالمى، وقد كان لكم النصر.

وبانتصارك يا مطران بك انتصر الفن الحقيقى.. أهنئك مرة أخرى وأهنئ معاونيك ومحققى فكرتك البارعين من مخرجى الفرقة القومية.

وفى جريدة الجهاد عام 1935 كتب الفنان يوسف وهبى يرد على الحكيم قائلا:

سيدى الأستاذ اطلعت على خطاب شكرك الموجه إلى الأستاذ مطران بمناسبة افتتاح الفرقة القومية بروايتك "أهل الكهف" وأنك لو كانت رسالتك قد اقتصرت على شكر جهود الفرقة القومية أو الزملاء الأفاضل الممثلين لمرت كلمتك دون إثارة أو دهشة في الوسط المسرحى.

لقد كنا نود أن نسمع من رجل مثلك له قيمة أدبية عند الجمهور ومكانة كبيرة كموظف في وزارة المعارف قول الحق الصريح وكلمة المهذب العادل الذي يكافئ الجهود ويزن الكلام دون أن يتعرض لكفاءات طالما أقرها الشعب بأسره، وكانت صاحبة الفضل واليد الطولى في النهضة المسرحية التي كانت أساس الفرقة القومية حتى جاءت وزارة المعارف فشيدت على كفاحها الفرقة الحكومية التي أخرجت لك رواية "أهل الكهف".

لك الله أيها المربى الفاضل لقد قلبت الحقائق وتجاهلت سخط النظارة على أولى نفثات براعك وإجماع النقد والصحافة والجمهور على فشل محاولاتك الأولى كمؤلف ناشئ، واتخذت من الهزيمة سلاحا يطعن بلا حساب، فغاليت في وصف فوزك الخيالى، وأغمضت عينيك عن انتصار غيرك في المضمار، ولو كنت تعتقد أنه بمثل هذه الدعاية الوهمية تنال فوزا وتسجل نصرا فهذا ما لا أرضاه أبدا.
الجريدة الرسمية