رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد 40 عاما من عرضه.. «إحنا بتوع الأتوبيس» خطأ إخراجي أم ارتجال في غير محله؟

فيتو

تميز الفنان عادل إمام بقدرته وذكائه الفني في الارتجال وإضافة الجمل والعبارات التي تضفي بريقًا للعمل، حتى أنه في بعض الأعمال الفنية ارتجل مشاهد كاملة وكان ذلك واضحًا في مسرحية «شاهد مشافش حاجة»، في المشهد الشهير أثناء مثوله أمام المحكمة للإدلاء بشهادته في مقتل جارته الراقصة، كذلك المشهد الشهير الذي جمعه بين الفنانين مصطفى متولي، عمر الحريري، ورجاء الجداوي في مسرحية «الواد سيد الشغال».


فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس»، كان وسيظل علامة فارقة في تاريخ الزعيم عادل إمام الفني، والذي أدى دوره ببراعة أمام الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولي، ورغم أن الفيلم غير مصنف كوميدي، إلا أنه لم يخل من بعض «الإفيهات» و«الأكلاشيهات» الكوميدية للزعيم، ومن المشاهد الشهيرة التي أثارت ردود فعل واسعة، المشهد الذي جمع عادل إمام وعبد المنعم مدبولي في السجن، والحوار بينهما على خلفية القبض عليهما بسبب مشاجرة بينهما وبين «كمسري الأتوبيس»، ليفاجآ بضمهما لقضية سياسية.

ويدور الحوار بين عبد المنعم مدبولي قائلًا: «الله يلعن الأتوبيسات وسنين الأتوبيسات.. كان لازم يعني أتخانق في الأتوبيس واعمل مشكلة؟!.. ما انا طول عمري في حالي يا ربي»، ليرد عليه عادل إمام: «أنا طول عمري أحب التروماي.. تقعد بالساعة في التروماي متشوفش كمسري واحد وأحيانًا كتيرة متشوفش السواق كمان.. المترو أسرع بس إيه الكمسرية بتوعه مبيعتقوش الباب يتقفل من هنا ودول ورق ورق متعرفش تزوغ من الكمسري أبدًا»

ذلك المشهد أثار ضجة بسبب ما رآه البعض ارتجالًا في غير محله، أو أنه مغالطة تاريخية وقع فيها القائمون على الفيلم، أن يذكر الفنان عادل إمام المترو في فيلم تدور أحداثه خلال الحقبة الناصرية (1952 – 1971)، في حين دافع البعض عن ذكر كلمة المترو في المشهد، بأنه قد يكون المقصد منه خطوط «الترام» (إلا أن اللفظ لم يكن مشاعا قبل التشغيل الفعلي للمترو).

يذكر أن مشروع مترو الأنفاق ترجع فكرته لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل مصلحة السكة الحديد المهندس سيد عبد الواحد أول اقتراح لعمل المترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك ليغلق ذلك الملف ويفتح مرة أخرى بعد نجاح ثورة يوليو وتولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي طلب خبراء من فرنسا لإنشاء المترو، وضع الخبراء الفرنسيون تصورًا خاصًا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق تتكون من خطين، الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول 12 كم، والثاني من بولاق أبو العلا إلى القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل.

ولم تكن الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967 مناسبة لوضع مشروع مترو الأنفاق موضع الجد، وبالرغم من ذلك تم التعاقد مع بيت الخبرة الفرنسي الحكومي (سوفريتو) في 20 سبتمبر 1970 وتم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1973 وتم تشغيله بعد تولي الرئيس محمد حسني مبارك بالقانون رقم 113 لسنة 1983.

يذكر أن فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس» أُنتج عام 1979، تدور أحداثه حول التعذيب الذي كان يحدث في مصر خلال الحقبة الناصرية، وهو عن قصة حقيقية في كتاب «حوار خلف الأسوار» للكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي، وتدور قصة الفيلم حينما يستقل جابر (عادل إمام) ومرزوق (عبد المنعم مدبولي) الأتوبيس وتحدث مشاجرة بينهما مع المحصل (الكمسري) فيذهبون جميعًا إلى القسم، ويتم الإفراج عن المحصل بينما يتم حجزهما عن طريق الخطأ المتعمد بتهمة معاداة نظام الحكم حيث يلجأ بعض الضباط لاحتجاز أي شخص لتقفيل القضايا.

ويرسلان للمعتقل ويتعرضان للتعذيب، وينتهي الفيلم بقيام حرب 1967 وبتمرد المعتقلين في السجن وقد أثار هذا الفيلم ضجة آنذاك.
Advertisements
الجريدة الرسمية