رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

100 سنة فن.. حقيقة «ريا وسكينة» من الريحاني ومحفوظ حتى يونس شلبي وشادية

فيتو

مائة عام مضت على أول جريمة قتل هزت محافظة الإسكندرية، وكان أبطالها سيدتين، عرفتا على مدى التاريخ بالدموية والقتل، إنهما «ريا وسكينة»، حتى أن الاسم الثنائي تحول لعلامة مسجلة لأي تحالف دموي أو شرير.


لن يتم التطرق لقضية ريا وسكينة التي ترجع أحداثها لعام 1919 وانتهت بعدها بعامين في 1921 بصدور حكم الإعدام على السيدتين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء المصري التي يتم تنفيذ الإعدام على سيدة، من الناحية القضائية أو حتى التاريخية، فقد قيل عنها على مدى الـ10 عقود ما يكفي، حتى أنه مؤخرًا تطرق أحد المؤلفين لإبراز جانب خفي وهو براءة «ريا وسكينة»، ولكن التطرق سيكون من خلال الكيفية التي تناول بها الفن لتلك القضية سواء كانت الأعمال الفنية سينمائية، أو درامية، أو مسرحية.

الغالبية العظمى تربط شخصيتي «ريا وسكينة» بالنجمتين: نجمة إبراهيم «ريا»، وزوزو حمدي الحكيم «سكينة»، ظنًا أن الفيلم السينمائي الذي أنتج عام 1952 كان أول عمل فني يتناول القضية، إلا أن هناك أكثر من 10 أعمال فنية تناولت القضية بألوان مختلفة «درامية، تراجيدية، أكشن، وكوميدية»، وهناك عمل فني أخير أثير الحديث عنه مؤخرًا، للسيناريست أحمد عاشور الذي حصل على إجازة الرقابة بعرض فيلمه «براءة ريا وسكينة»، بعد رفضه في بداية الأمر، بحجة أن العمل يدحض أحداثًا باتت معلومة من التاريخ.

حقيقة الأمر أن أول عمل فني تناول قضية ريا وسكينة، كان مسرحية للفنان الراحل نجيب الريحاني، على مسرح «برينتانيا»، بمشاركة رفيقه الفني بديع خيري، وبطولة الراقصة بديعة مصابني، وأنتجت هذه المسرحية عام 1921 أي في نفس عام القبض على «ريا وسكينة»، تحديدًا بعد شهرين من تنفيذ حكم الإعدام عليهما، وإن تعمد الريحاني وخيري تناول القضية بشكل غير مباشر وقتها، على أن السيدتين لم تتزعما التشكيل العصابي وإنما كانتا ضمن تشكيل يتزعمه أحد الرجال، الذي جسد دوره «نجيب الريحاني»، في دور مختلف تمامًا عما اعتاد أن يقدمه الريحاني من اللون الكوميدي.

وبعد أكثر من 30 عاما جاء أول فيلم سينمائي يتناول القضية، لتأتي بعدها كل الأعمال الفنية متخذة نفس الشاكلة، في ألوان فنية مختلفة، الفيلم أنتج في 23 فبراير 1953، من إخراج وسيناريو الرائع صلاح أبو سيف، وتأليف نجيب محفوظ، وبطولة نجمة إبراهيم (ريا)، زوزو حمدي الحكيم (سكينة)، أنور وجدي (الضابط أحمد)، شكري سرحان (أمين)، فريد شوقي (الأعور)، سميرة أحمد (سعاد)، رياض القصبجي (حسب الله "زوج ريا")، برلنتي عبد الحميد (دلال "صديقة سعاد").


«حسرة عليها، يا حسرة عليها.. ما جت رجليها، ما جت رجليها»، كلمات كلما تواردت على أذنيك جاء الربط مباشرة لشخصيتي ريا وسكينة، وهو ما تم بفضل الفيلم السينمائي الأول الذي تناول القضية.


وبعد ذلك بقرابة العامين، خرجت القضية من القالب الدرامي المثير للرعب، إلى اللون الكوميدي من خلال فيلم الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، بنفس البطلتين «نجمة إبراهيم وزوزو الحكيم»، في فيلم «إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة»، الذي أنتج عام 1955، إلا أن الفيلم لم يتعمق في القضية بشكل مثير وغلبت عليه المفارقات الكوميدية لإسماعيل ياسين بمشاركة عبد الفتاح القصري ونجاح سلام.


وبمرور 28 عاما على فيلم «إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة»، أنتجت المسرحية الكوميدية الأشهر على الإطلاق، بطولة كل من عبد المنعم مدبولي (حسب الله)، شادية (ريا)، سهير البابلي (سكينة)، وأحمد بدير (عبد العال)، ورغم القالب الكوميدي الذي تناول القضية إلا أن كاتب المسرحية بهجت قمر تطرق خلالها إلى البعد الاجتماعي والتعمق في شخصيتي البطلتين جلبًا للتعاطف، من خلال إبراز سبب ارتكاب أول جريمة، بدافع الانتقام من زوجة الأب المتسلطة (أمونة)، لتتوالى بعدها الجرائم، وكانت المسرحية عبارة عن مزيج «كوميدي، اجتماعي، استعراضي»، أخرجه حسين كمال.


واستكمالًا للسيمفونية الكوميدي قدم الفنان الراحل يونس شلبي، بالتعاون مع النجمة الاستعراضية شريهان فيلم «عودة ريا وسكينة» عام 1983، عن قصة شريف المنياوي، وسيناريو وحوار وإخراج أحمد فؤاد، ليتناول القضية بشكل كوميدي يرتكز على البطل الذي يستغل حالة الفزع التي تسببها جرائم «ريا وسكينة»، ليحاول تحقيق النجاح وتعويض الفشل الذي لازمه كونه ممثلا فاشلا.


وبعد غياب «ريا وسكينة» عن الأعمال الفنية لمدة 20 عامًا، خرج الكاتب صلاح عيسى لإبراز القضية بشكل جديد، من خلال كتابه «رجال ريا وسكينة سيرة سياسية واجتماعية» الصادر عام 2003، وبعد عامين تم إنتاج أول عمل تليفزيوني مأخوذ عن الكتاب بعنوان «ريا وسكينة»، بطولة، عبلة كامل (ريا)، سمية الخشاب (سكينة)، سامي العدل (حسب الله)، ورياض الخولي (عبد العال)، ليكون العمل الدرامي الأكثر تعمقًا في شخصية بطلتي الواقعة، والمسلسل أنتج عام 2005، للسيناريست مصطفى محرم، والمخرج جمال عبد الحميد.


وفي عام 2018 أي بعد أكثر من 90 عاما، خرج السيناريست أحمد عاشور، ليضرب بكل ما تم تناوله في أعمال فنية، عرض الحائط من خلال فيلم يتناول قضية «ريا وسكينة» الحقيقية عن شاب وفتاة يعملان في الصحافة، ويقومان بالبحث عن المستندات الأصلية لقضية ريا وسكينة حتى يتوصلا لشخص في الإسكندرية عاش في هذه الفترة، وقابل ريا وسكينة، ويسرد لهما القصة كاملة، يشارك في بطولته كل من منة فضالي وأحمد منير وأشرف مصيلحي ومحسن منصور وياسر على ماهر ولطفي لبيب وعايدة غنيم وشريف باهر وشمس وحسن عبد الفتاح وأشرف طلبة، قصة وسيناريو وحوار أحمد عاشور، ومدير تصوير الفيلم شادي علي، وإخراج السوري عبد القادر الأطرش.
Advertisements
الجريدة الرسمية