رئيس التحرير
عصام كامل

سكان الإيواء بـ«ميت شهالة» في المنوفية للمسئولين: «ارحمونا أو إعدومنا»

فيتو

داخل غرف مظلمة تحولهم لأشبه بساكني القبور رغم أنهم أحياء، ولكن ما وصل بهم الحال جلعهم كومتى على قيد الحياة.

إنها حكاية معاناة 30 أسرة من قاطني عمارة الإيواء بميت شهالة بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، حيث لا أبواب تحميهم، والتصدع يأكل الجدران، والأسقف المهددة بالانهيار فوق رءوسهم بين الحين والآخر.


يروي سكان عمارة الإيواء مأساتهم بعد قطع الكهرباء والمياه عنهم منذ أكثر من 6 أشهر، بعد إصدار قرار إزالة للعقار، مع وعدهم بتوفير مساكن بديلة، لكن بقيت الأسر في الظلام وذهبت الوعود في مهب الريح –حسب وصف الأهالي-.

تسرد هبة جابر صاحبة الـ40 عامًا المعاناة، قائلة: «على ضوء أحد أعمدة الإنارة المجاورة للعقار نجتمع من السكان لتناول وجبة العشاء بسبب قطع الكهرباء، مما يضطرنا لتحمل البرد من أجل إطعام أطفالنا، مستخدمين البطاطين البالية كفراش للحماية من البرد».

وتابعت: «نسكن بالعقار منذ 20 عامًا، وزوجي طريح الفراش بعد أن تكالبت عليه الأمراض وأجرى عملية القلب المفتوح، ولدي من الأولاد 6، وأصيب أحدهم بالصرع»، متسائلة: «أروح فين بولادي مفيش فلوس حتى نسكن بره».

وتناولت أطراف الحديث شيماء فرج شحاتة، 30 عاما، قائلة: «لم يحالفني الحظ في الاستقرار، وانفصلت عن زوجي بعد إنجاب 4 أطفال لأعود للسكن مع والدتي بالعقار.

وتضيف شيماء أن معاناتها الكبرى في محاولة إسكات جوع طفلها الذي لم يتخط الـ 7 أشهر بخليط من الماء والسكر، بسبب عدم تمكنها من صرف اللبن المدعم.

وتابعت: اضطر نهارًا للذهاب للمسجد من أجل دخول الحمام، أما ليلًا فاضطر لإيقاظ الجيران لنفس الغرض، لافتة إلى أن رئيس مجلس المدينة وعدهم بتوفير مساكن بديلة، وعندما ذهبوا إليه أغلق أحد الموظفين الباب في وجههم، قائلًا: «رئيس المدينة مش هنا تعالوا بعدين»، موجهة النداء للمسئولين لإنقاذ أطفالها.

«ارحمونا أو إعدمونا» بهذه الكلمات بدأت منى شحاتة، إحدى سكان العقار، طالبة جامعية، سرد المعاناة، أن العقار خال من كافة سبل الحياة، ولا تدرك ماذا يحدث، قائلة: «لا نستطيع النوم داخل تلك الغرف المظلمة والفئران تهاجمنا ليلًا، ونضطر لفتح البلكونة في عز التلج عشان شوية نور».

وطالب السكان المسئولين بسرعة تنفيذ وعودهم وتوفير المساكن البديلة، وإنقاذهم قبل أن ينهار العقار عليهم، ويصبحوا أمواتا تحت الأنقاض بفعل الإهمال.

ومن جانبه، قال اللواء ضياء الدين رئيس مركز ومدينة الشهداء إنه يبحث توفير مكان بديل للسكان، لافتًا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن العمارة منذ 3 أشهر فقط لإخلاء العقار بسبب تهالكه، إلا أن الأهالي لم تستجب لقرار الإخلاء.
الجريدة الرسمية