رئيس التحرير
عصام كامل

نساء «إحسان عبد القدوس».. المطارد بـ«ابن الست» والزوج السري لـ«لولا»

فيتو

100 عام مرت على ميلاد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، الذي ما زالت أعماله الأدبية تنبض في وجدان الشعب العربي، فكلماته وإبداعاته ما زالت راسخة في الأذهان، فهو من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد العذري وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية، ليذكره التاريخ بأنه من أكثر الكتاب الذين تمكنوا من وضع بصمة ونقلة في الرواية العربية.


«إحسان يكره المواعظ، ولا يجيد كثيرًا الحديث، لأن لسانه في قلمه».. لخصت الدكتورة أميرة أبوالفتوح، في كتابها «إحسان عبد القدوس.. يتذكر»، جزءا من شخصيته وحياته العملية، خلال فترة العمل بجواره داخل جدران مجلة روزاليوسف، على مدار عشرة سنوات متتالية.

قالت أميرة: "إن المرأة كان لها دور بارز في حياته، وظهر تأثيرها من خلال كتبه، فتأثره بالمرأة لم يتوقف عند أمه وحدها، فكان لزوجته أثر آخر لا يقل أهمية، ولعمته نصيب أكبر في بداية حياته، بعد قضاء النصف الأول من عمره في بيت جده الشيخ رضوان.

نعمات هانم
«كنت في الواقع بين نارين.. فأنا أحب عمتى حبًا شديدًا وفى نفس الوقت أريد أن أستمتع بالبنوة وأجعل أمى تستمتع بالأمومة، وعمتى العظيمة لم تتخل يومًا عن مسئولياتها تجاهي حتى بعد وفاة جدى الشيخ أحمد رضوان ارتبطت بعمتى عاطفيًا.. فإذا كانت والدتى أعطتنى ووهبتني الحياة فإن عمتى – نعمات هانم رضوان – اعطتني الاستقرار في الحياة بلا ثمن وبلا مقابل سوى إحساسها الأصيل بحب»، بهذه الكلمات، وصف إحسان، دور النساء في حياته، لتأخذ عمته نعمات هانم النصيب الأكبر، بعد أن تربي في البيت الكبير لجده، برفقة عمته التي كانت ترعاه، ليغادر في الثامنة عشر من عمره، إلى منزل أمه بعماد الدين، ليبدأ رحلة جديدة في حياته مع أمه.

«ابن الست»
«ابن الست» هو اللقب الذي صاحب إحسان لفترة طويلة، فعرف بأنه ابن السيدة روزاليوسف، لكنه دائمًا كان يتمرد على ذلك اللقب، فيقول: «صحيح أننى تمردت على لقب ابن الست الذي ظل يطاردني لسنوات طويلة ولكنني في نفس الوقت لم أرفضه لأن أصحابه كانوا يريدون بطريقة خبيثة أن ينسبوا كل نجاح أحققه وكل نصر أتمكن منه إلى هذا اللقب وكأنى مجرد كائن يحسن التسلق على اسم أمه وشهرتها وبذلك أكون بلا فضل في أي شىء».

لم ينكر إحسان حبه لأمه، بل دائمًا كان يذكر فضلها عليه بأنه تعلم منها الكثير، لكنه كان يرفض تمامًا أن ينسب أي تفوق له لكونه ابن روزاليوسف قائلًا: «نعم أنا ابنها وتلميذها أخذت منها البدايات الجيدة ولكني بعد ذلك قدمت إضافات لا يستطيع أحد إنكارها».

«الحب الأول والأخير»
اتخذ إحسان، أهم قرار في حياته عقب التخرج في كلية الحقوق الحقوق عام 1942، تزوج الفتاة الوحيدة التي أحبها «لولا»، وعنها يقول إحسان «هي حبى الأول والأخير وقد لا يصدق الكثيرون هذا ولكنها الحقيقة فمنذ عرفتها في مطلع 1943 وكنت حينذاك طالبًا بالحقوق وحتى الآن لم تستطع أي امرأة أن تزحزح مكانها في قلبي، لقد أعطتنى "لولا" الصورة المثالية للزوجة التي تفهم دورها في حياة زوجها».

«الزواج الزائف»
زواج إحسان، من حبه الأول كان أزمة كبيرة، فكلاهما يحب الآخر، لكن نظرة أسرة «لولا» لم تكن نظرة رضا، فكان قراره هو فرض الأمر الواقع على الجميع، بالزواج سرًا، داخل منزل محمد التابعى، في عصر أحد أيام نوفمبر سنة 1943.

اكتشفت أسرة «لولا» زواجها السرى بإحسان، بعد ثلاثة أشهر، يقول إحسان: «لاحظت أخوات "لولا" البنات شيئًا ما بيني وبينهما ولكن لم يخطر ببالهن إطلاقا أننا متزوجان فضيقن الخناق عليها وشيئًا فشيئا منعوها من الخروج واستدعونى، لإقناعي بالابتعاد عنها، ولا داعي إطلاقًا لفكرة الزواج.. فغلت الدماء في عروقى فأخبرتهن في الحال أننا تزوجنا منذ ثلاثة أشهر فأغمي على أختها الكبرى في الحال».

نجح إحسان، في فرض الأمر الواقع، وانتصر حبه الأول في النهاية، بكتب كتاب صوري وإحضار نفس المأذون الذي عقد قرانه السري، لكن أمه فاطمة اليوسف كانت رافضة لزواج ابنها لصغر سنة فقط، وكان قرارها الصادم بعدم حضور الفرح.
الجريدة الرسمية