رئيس التحرير
عصام كامل

تعديلات الأمس.. السعودية إلى سياسة خارجية جديدة!


أكثر من رسالة في التعديل الوزاري الذي جرى بالسعودية أمس، أولها أن للسعودية ملك واحد لم تزل كل الخيوط بيده، وأن التوكيل لا يلغي الوكيل، وثانيها أن رجال الأمير محمد بن سلمان ممن وثق فيهم واعتمد عليهم الفترة الماضية لم يتم الاستغناء عنهم بالكلية، وإنما جرى إبعادهم عن صناعة سياسات المملكة في الفترة المقبل، وهذا وحده يعني أن السعودية إلى سياسة خارجية جديدة بالمنطقة والعالم!


السطور السابقة كانت المقدمة، أما بعض -بعض- التفاصيل فنقول فيها، إن الإمارات العربية لا ترسل سفيرا إلى سوريا بغير التنسيق مع السعودية، ووزير الشئون الخارجية الإماراتي "أنور قرقاش"، أعلنها صريحة مدوية أمس بعد إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق، حيث قال "التواجد العربي ضروري الآن في سوريا، وإعادة العلاقات مع سوريا ضرورة لمواجهة التغول التركي الإيراني"!

وبذلك فهو يقدم ملامح خريطة قادمة، وهو عينه ما قلناه في مقال سابق قبل أقل من أسبوعين بعد زيارة الرئيس عمر البشير لسوريا، حيث قلنا حرفيا "أطراف عربية ترغب الآن في لملمة الصراع في سوريا، نكاية في تركيا واقتناعا -أخيرا- بأن التفاهم مع دمشق الحل الوحيد لحصار الوجود الإيراني"!

وبالتالي فهذه ليست مرحلة "عادل الجبير" وزير الخارجية السابق، الذي تولى وزارة الدولة السعودية للشئون الخارجية ووزراء الدولة -وفقا للأعراف السياسية - هم وزراء بلا وزارة فعلية، وفي بعض الدول لا يكونون من أعضاء مجلس الوزراء ولا يحضرون اجتماعاته! وبالتالي يريد الملك سلمان بداية سياسة جديدة لا يستقيم معها بقاء من صاغوا سياسات سيتم تغييرها!

إذن السعودية -في تقديرنا- ذاهبة إلى دمشق أيضا، والسعودية قررت إغلاق صفحة الحرب في اليمن والسعودية، ثالثا إلى حرب باردة مع إيران، يبقي فيها العدو موجودا دون أن يصل الأمر معه إلى حافة الانفجار"! أمر رابع ذاهبة إليه السعودية.. سيكون بالكامل في انتظار القرار السوري بشأنه ولكن لكل حادث حديث!
الجريدة الرسمية