رئيس التحرير
عصام كامل

رفضا للزواج من خادمها.. ملكة مصرية تطلب يد أحد أبناء ملك الحيثيين

فيتو

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن الأميرة "عنخ آس أن با آتون" تعد الابنة الثالثة في الترتيب بين بنات الملك إخناتون والملكة نفرتيتى، ولدت في العام الرابع من حكم أبيها في العاصمة طيبة قبل أن ينقل أبيها العاصمـة إلى (آخيت آتون) في مصر الوسطى، وبدءً من العام الثاني عشر من حكم أبيها أصبحت ترى في المناظر مع أخواتها البنات الثلاثة قبل زواجها من الملك (توت عنخ آمون).


وأكد "شاكر" أن الأميرة تزوجت مرتين؛ وربما أثمرت إحدى هذه الزيجات عن إنجاب بنت صغيرة سميت (عنخ آس أن با آتون) الصغرى، ومن غير المـؤكد من هو والد هذه البنت الصغيرة، ثم تزوجت توت عنخ آمون وكانت تكبره بأربعة سنوات عندما تزوجته، وظلت ملكة على مصر طوال فترة حكم الملك توت عنخ آمون، ومثل زوجـها غـيرت الملكة اسمها إلى"عنخ اس أن با آمــــون" وعاشت معه في العاصمة القديمة طيبة.

ويبــدو أن زواجهما أثمر عن إنجاب ابنتين ماتتا بعد ولادتهما مباشرة وعُــثر على جسديهما في مقبرة ابيهما (توت عنخ آمون) بوادي الملوك.

وتشير المناظر التي ظهرت فيها في عصر زوجها توت عنخ آمون إلى مدى حميمية العلاقة التي تجمع بين الزوجين الصغيرين، وصورت الزوجة وهي تناول زوجها سهما بدلال أثناء رحلة لصيد الطيور أو وهي تنحني على زوجها وهو جالس على العرش وفي منظر ثالث نجدها تقدم له العطور بدلال ورقة مما يشير إلى ملامح طفولية جمعت بين زوجين صغيرين مات أو اختفى أغلب أعضاء عائلتهما بطريقة غامضة، وفي سن الثانية والعشرين وجدت الأميرة نفسها وحيدة بعد أن مات زوجها الملك توت عنخ آمون فجأة.

ووجدت نفسها وحيدة بين قائد عسكري «حور محب» ورجل دين (أي) ومشكلات داخلية وصراع على الحكم ورغبة كل منهما في زواجها لأخذ شرعية الحكم فأرادت أن تنقذ نفسها من ورطة الزواج من أحد رجال الحكم فبعثت برسالة إلى ملك الحيثيين في بلاد الشام بعد وفاة زوجها وقالت فيها حرفيًا: (لقد مات زوجي ولا يوجد لي أبناء.. وهم يقولون إن لكَ العديد من الأبناء.. فيمكن أن تعطي لي أحد أبنائك ليصبح زوجي فأنا لا أرغب في اتخاذ أحد من خدامي زوجا لي.. فأنا أشمئز من جعله زوجي.. سوف يكون زوجي ملكا على مصر).

ولم يصدق ملك الحيثيين أن تطلب منه ملكة مصر هذا الطلب إذ جرت العادة أن يتزوج ملوك مصر من أميرات أجنبيات ولم يحدث من قبل أن تتزوج ملكة مصرية من أمير أجنبي حيث كان ذلك يجلب العـار للبلاد وبعد أن تأكد لملك الحيثيين أنها جادة في الطلب، أرسل أحد أبنائه وهو الأمير زاننزا، وعرف أحد قادة الجيش المصري أو أحد الأمراء بخبر الرسالة وأمر وصول الأمير ليتزوج ويحكم مصر فاستقبله قبل أن يدخل الحدود المصرية وقتله.

وهاجم كثير من المؤرخين ما فعلته ولكن لم يقدروا الظروف التي اضطرتها لهذا الفعل من قتل زوجها ومحاصرتها من اثنين هما حورمحب وآى وتهديدها ورغبة كليهما من الزواج منها وعثر على خاتم واحد فقط غير مؤرخ يربط بين اسمها وبين اسم "آي" وهي تحمل على الخاتم لقب الزوجة الملكية، ولكنها لم تظهر مع «آي» في أية مناظر تشير إلى أنها زوجته، وهذا يعني أنها ماتت في أوائل حكمه ولم يعثر حتى الآن على المكان الذي دفنت فيه الملكة، ولم يعثر على المومياء الخاصة بها.

ويزعم الباحث الأمريكي أوتو شادن أن المقبرة رقم 63 هي المكان الذي دفنت فيه بسبب قربها من مقبرة زوجها توت عنخ آمون وعثر شادن فيها على تابوت يحمل سمات أنثوية كما عثر على بقايا اسم وهو "با أتون" وهو جزء من الاسم التي حملته الأميرة عند ولادتها، ولكن هذا الكشف يبقى في طي التوقع المزعوم وليس بالشكل المؤكد.
الجريدة الرسمية