رئيس التحرير
عصام كامل

الدواء الأمريكي فيه سم قاتل فعلا!


قبل فترة.. كتبنا عن إحدى الشركات الأمريكية كانت قد اشترت شركة غذائية شهيرة جدا يملكها الشعب المصري، يطلقون عليها شركة قطاع عام كان قد أسسها جمال عبد الناصر عام 1957.. الشركة الغذائية التي تعمل إلى اليوم وبسمعة جيدة كانت تكسب، ومع ذلك بيعت للأمريكان بدولارات معدودات..


ليس هذا المقصود فقد بيع أغلب القطاع العام في الخصخصة سيئة السمعة، والهدف والتوجه والمعنى إن كان لها معنى.. إنما الشركة الأمريكية تحديدا وعند مطالعة التقارير الصحفية الغربية عنها قيل وقتها إنها تستخدم في منتجاتها -هناك بالولايات المتحدة- مواد مضرة بالصحة..

كان المحتجون على بيع الشركة وعلى الخصخصة عموما نشروها وروجوها لوقف التفريط في الشركة! ومع ذلك رفضنا نشرها طالما لم يتوفر الدليل القطعي اليقيني على ذلك.. فما يخص صحة الناس لا تهريج فيه ولا توظيف له مهما كانت نية التوظيف وأسبابه!

أمس.. تحمل الأنباء صدور أحكام قضائية فعليا بالولايات المتحدة بالتعويض لعشرات الأسر تستخدم بودرة الأطفال لشركة أمريكية أخرى شهيرة هي "جونسون"! وأنها تسبب أمراضًا خطرة وأن الأحكام صدرت لأسر متضررة بالفعل! فيما ذكرت وكالة رويترز أن الشركة الأمريكية "جونسون أند جونسون" ظلت تخفي وعن عمد أن بودرة الأطفال "التلك" تحتوي على مادة الأسبستوس الخطرة جدا!

الشركة نفت بالطبع وقالت إن منتجاتها آمنة وأن بحثا أجري على 100 ألف شخص أثبت سلامة منتجاتها، لكن بالنظر إلى الحكم الذي أصدرته هيئة محلفين في ولاية ميزوري الأمريكية وتجاوزت التعويضات فيه الـ4 مليارات دولار! لا يمكن أن يصدر دون أدلة! فما بالنا أن عرفنا أن هناك 9 آلاف دعوى قضائية أخرى ضد الشركة!

هناك.. دعوهم يتشاجرون ويتهمون بعضهم ويردون ما يعنينا أن نبتعد بأطفال مصر على الأقل حتى حسم الأمر نهائيا عن أي مستحضر به شبهة -مجرد شبهة- خطر عليهم.. صحيح أن مراعاة الأمان المرتبطة بالصحة في أمريكا أكبر من بلادنا لكن أيضا الإمبراطوريات الرأسمالية الكبرى في دولة الشر لا تعرف الرحمة ولا تعرف القانون ولا تعرف الإنسانية!
الجريدة الرسمية