رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 40 عاما على الذكرى.. إيمان تعيد الحياة لـ«فستان خطوبة ماما»

فيتو

مساء أمس الأول قررت "إيمان عطا" ابنة مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وطالبة الماجستير بكلية التربية النوعية في الزمالك، أن تُعيد إلى الحياة مشهدا مضى عليه نحو أربعين عاما، من خلال إعادة توثيقه كما كان عليه في السابق.


صورة لوالديها اللذين تزوجا منذ نحو 38 عاما، تعود الصورة تحديدا ليوم خطبتهما، يجلسان أمام بعضهما، تنظر الأم إلى الأب ببعض الخجل، بينما ينظر الأب إلى عدسة المصور ولسان حاله "لقد حصلت عليها"، هكذا فسرت إيمان المشهد، وهكذا أعادت تصويره بمساعدة خطيبها محمد الطبيب الصيدلي صاحب ستوديو التصوير بالبلدة نفسها: "جبت فستان خطوبة ماما ولبسته تاني، وخطيبي لبس بدلة، وقررنا نتصور بنفس وضع أبي وأمي في صورتهما الأصلية".

منذ نحو شهر من الآن، اعتادت إيمان أن تُحضر الصورة ذاتها قبل أن تطبعها في "تابلوه" كبير، كانت مجرد صورة بالأبيض والأسود تصطف جوار بقية صور العائلة التي جمعتها الأم: "بعيدا عن كل الصور.. الصورة دي أكثر صورة بحبها لبابا الله يرحمه وماما، بحب نظرة بابا فيها كمان".

لم يكن الأمر واضحا أمام إيمان، إلا أنها أرادت ألا تمر هذه الصورة أمام عينيها مرور الكرام، دون أن تستخدمها لعمل يضاهي حجم انبهارها بها: "أنا من 3 سنين كنت مصورة الصورة دي نفسها من الكارت الصغير بتاعها ونزلتها على فيس بوك وقلت إني بحبها، وجالي في الذكريات على الأكونت إني شيرتها من 3 سنين، حسيت إنها مناسبة حلوة أجدد بيها شغفي بالصورة".
أخبرت والدتها حينها بإعجابها الشديد بالفستان، فما كان من الأم إلا أن أطلقت ردا تلقائيا غير متوقعة ما ستفعله الابنة، "ماما قالت لي الفستان لسه عندي جوه في الدولاب".


بفرحة هيستيرية انتفضت إيمان رفقة والدتها تبحثان عن الفستان، كان في ذهنها أنها ستجده تالفا لا محالة، فما بال قطعة من القماش ظلت في أحد أرفف الدولاب دون عناية مدة أربعين عاما، إلا أنها فوجئت باحتفاظه بلونه "البمبي" الرائق، لكنها وجدت البطانة ممزقة وبعض جوانب الفستان تكسرت وسقط اللؤلؤ المتناثر عليه: "ماما خيطت لي البطانة واتغسل في البيت، وأنا قعدت يوم أركب الخرز بحيث ترجع له الحياة مرة أخرى، كنت مبسوطة جدا أنا كنت متعلقة جدا بوالدي الله يرحمه وأي حاجة من ناحيته بتسعدني ومحمد خطيبي عارف ده، علشان كده مترددش لحظة إنه يطبع لي الصورة وينجز خطة إننا نتصور زيها تاني".


في ستوديو محمد خطيب إيمان، الذي أسساه معا منذ نحو عامين، وكانت نواة تعارفهما والتقارب بينهما، خصصا ركنًا كلاسيكيًا لالتقاط الصورة بمعاونة بعض المساعدين لمحمد في الاستوديو، عُلقت الصورة على الحائط في منتصفه تحديدا، وضع كرسيان أسفل الصورة بالضبط، أحضرت إيمان الفستان في حقيبتها ورافقتها فتاة مكلفة بوضع "المكياج" بعد ارتداء الفستان: "أخدت الفستان معايا وفيه بنت جت وضعت لي ميك آب خفيف يناسب الفستان والحجاب، وقعدنا ونظرت لمحمد نفس النظرة، وهو أيضا قلد نظرة بابا، والتقطت الصورة في دقيقة مكنتش أعرف أنها هتُحدث الضجة دي كلها على فيس بوك!".

أكثر ما يلفت الانتباه بعد وضع الصورة على الحساب الشخصي لإيمان على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، هو إجماع الكثيرين على التشابه الواضح بين الأب ومحمد، فكانت التعليقات من نوعية "فيه شبه بين أبوها وخطيبها"، كأن الصدفة أرادت أن تضفي بعض اللمسات التي تربت على كتف إيمان وتزيد من سعادتها بأكثر ما يبهجها في الحياة على حد وصفها، "أي حاجة خاصة ببابا بتسعدني مهما كانت بسيطة وعادية".



في يونيو 2017 كان الحديث الأول بين إيمان ومحمد عبر تطبيق "إنستجرام" حينما دشنت إيمان صفحة اسمتها "أركيولوجيست" تعنى بالنشر والدعاية للوحات الزيتية وألوان المياه التي تصممها إيمان، فبعد أن نشرت لوحة لها مستخدمة فيها ألوان المياه، راسلها محمد طالبا مساعدتها في تصميم مشروع سيبدأ في تنفيذه بعد أيام قليلة، "دخل كلمني وقالي إنه عاجبه شغلي وهو بيفتح مكان جديد ومحتاجك معي في المشروع، وكان فيه رسمة معينة رسمتها هي اللي عجبته ليا وكانت علاقتنا تكونت من خلالها، ونزلنا بالفعل اشتغلنا سوا وعملنا الديكورات للاستوديو، كل حاجة في المكان إحنا اللي عملناها بإيدينا"، ومن هنا تطورت علاقتهما ليطلب محمد خطبتها، وتعقد مراسم الخطوبة الطبيعية في إحدى قاعات الأفراح، "إحنا مخطوبين من نحو عشر شهور وتصورنا سيشن عادي بفستان وبدلة عاديين جدا، صورة فستان ماما كانت حركة مجنونة مني، وهي وخطيبي ساعدوني أكمل في جناني ده!".


الجريدة الرسمية